فاطمة حافظ تكتب : والي الجزيرة يصنع الحدث
رغم التحديات الجسيمة التي فرضتها الحرب على السودان، استطاعت ولاية الجزيرة أن تقدم نموذجًا مشرفًا للصمود والإدارة الفعالة تحت قيادة واليها الطاهر إبراهيم الخير، وبينما تعاني الولاية من سيطرة مليشيات الدعم السريع على معظم مناطقها، إلا أن الجهود الحكومية والشعبية نجحت في الحفاظ على الخدمات الأساسية، ودعم النازحين، والتخفيف من الأعباء على المزارعين، ما جعل الجزيرة تمثل منارة للأمل في وقت الأزمات
قرارات تاريخية
وفي خطوة جريئة وغير مسبوقة، أصدر والي الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير قرارًا قويًا بإلغاء الرسوم المفروضة على المزارعين، مما لاقى ترحيبًا واسعًا في أوساط المزارعين، القرار جاء كاستجابة مباشرة للضغوط التي تواجه القطاع الزراعي في ظل الحرب وانعدام الموارد، وهو ما خفف الأعباء المالية على المزارعين، وساعدهم على الاستمرار في الزراعة رغم الظروف الصعبة
وفي تعليق له، قال الصحفي عمر الطيب: هذا القرار يعكس فهمًا عميقًا من الوالي لأهمية دعم المزارعين في هذه المرحلة، إزالة الرسوم لم تكن مجرد إجراء اقتصادي، بل خطوة استراتيجية لضمان استمرارية النشاط الزراعي في الجزيرة
من جانبه، أوضح الخبير الزراعي محمد الأمين: “إلغاء الرسوم المفروضة على المزارعين خطوة شجاعة تعزز الثقة بين القيادة والمزارعين، وتؤكد أن الحكومة تسعى لتذليل العقبات بدلاً من زيادتها
القطاع الصحي
وتسببت الحرب في خروج مستشفيات مدينة ود مدني الكبرى عن الخدمة بعد سقوطها في يد مليشيات الدعم السريع، مما وضع القطاع الصحي في أزمة خانقة، ومع ذلك، نجح الوالي الطاهر إبراهيم الخير في إعادة تأهيل مستشفى المناقل ليصبح مركزًا صحيًا متكاملًا يقدم خدمات نوعية، بما في ذلك إنشاء أقسام جديدة مثل قسم القلب،و جراحة الكلى، وقسم الذرة
الصحفية هدى عبد الرحمن علقت على هذه الإنجازات قائلة: “ما قام به الوالي في المناقل يعكس رؤية استباقية وإصرارًا على تعويض نقص الخدمات في مدني. هذه التحسينات لم تكن مجرد رد فعل، بل جزءًا من خطة استراتيجية لتحسين البنية الصحية في الولاية”
أما الدكتور علي الحاج يوسف، الخبير في الإدارة الصحية، فقد أشار إلى أن “إعادة تشغيل مستشفى المناقل وسط هذه الظروف القاسية يمثل نجاحًا إداريًا يستحق الثناء ،هذا الإنجاز يعكس قدرة الوالي على اتخاذ قرارات فعالة رغم شح الموارد
رعاية إنسانية
وأولت ولاية الجزيرة اهتمامًا خاصًا بالنازحين الذين فروا من مناطق القتال، لا سيما النازحين من شرق الجزيرة إلى مدينة الفاو ،وقام الوالي بزيارة تجمعات النازحين شخصيًا، وأشرف على إرسال قوافل إغاثية متكررة محملة بالمواد الغذائية، الأدوية، والاحتياجات الأساسية. كما افتتح عدة مراكز علاجية مجانية لخدمتهم، في خطوة أثارت إعجابًا واسعًا
النازح عبد الله محمود وصف جهود الوالي بأنها أعادت لنا الأمل وسط معاناتنا. المساعدات التي وصلت والمراكز العلاجية المجانية خففت كثيرًا من وطأة النزوح علينا
وأشارت الباحثة في شؤون النزوح فاطمة الطاهر إلى أن التزام الوالي برعاية النازحين يُظهر بعدًا إنسانيًا استثنائيًا في قيادته، هذه الجهود ليست مجرد عمل إداري، بل رسالة تضامن مع كل من تأثر بالحرب
رجال الأعمال
وعلى صعيد متصل، كانت الجهود الشعبية في مدينة المناقل علامة فارقة في مواجهة التحديات، فقد وقف رجال الأعمال وقفة صلبة إلى جانب الجيش والمقاومة الشعبية، وقدموا دعمًا كبيرًا للمواطنين والجهود الحكومية على حد سواء
رجل الأعمال محمد عبد الكريم أوضح قائلاً: “ما قدمناه واجب وطني. نحن في المناقل ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، ولن نتوانى عن تقديم المزيد من الدعم
وأكد الصحفي خالد عثمان أن التكامل بين القيادة الشعبية والحكومة المحلية في المناقل يمثل نموذجًا يُحتذى به، هذه المواقف الجماعية تعزز من صمود الولاية وتماسكها
جهود الوالي
وما يميز جهود والي الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير هو أنها تحققت في ظل ظروف استثنائية للغاية، فقد وقعت معظم مناطق الولاية تحت سيطرة مليشيات الدعم السريع، إضافة إلى شح السيولة النقدية وتدهور الأوضاع الأمنية، ومع ذلك، أظهرت القيادة المحلية قدرة استثنائية على إدارة الأزمات وتجاوز العقبات بإمكانات محدودة
وتثبت ولاية الجزيرة مرة أخرى أن القيادة الحكيمة والتكاتف الشعبي يمكنهما تحقيق المعجزات، حتى في أحلك الظروف. الجهود المبذولة بقيادة الطاهر إبراهيم الخير، وبدعم من رجال الأعمال والمجتمع المحلي، تقدم درسًا مهمًا في أن الإرادة الصادقة والعمل الجماعي قادران على الصمود أمام أقسى التحديات