حد السيف – محمد الصادق- شيئان يحددان من أنت
من أجمل ماقرأت … قرأتها فدمعت عيناي وودت أن أنقلها لتقرأوا معى هذه القصة الرائعة .
دخلت فتاة إلى محل لبيع الأدوات المنزلية وطلبت من البائع درزن من فناجين القهوة ودرزن كاسات شرب الماءودرزن صحون صغيرة متوسطة المقاس للضيافة وبعض أدوات المطبخ وقالت للبائع لدينا استقبال ضيوف لخطبة أختي هذا المساء وليس لدي وقت لانتظار والدي حتى يعود للبيت لآخذ منه نقوداً ، فأرجو أن تعطيني طلبي وتمهلني إلى الغد حتى أحضر لك النقود،
فسألها البائع عن اسم أبيها فذكرت له إسمه ، فقال لها لا بأس أعرفه وأراه أحياناً في المسجد ثم أعطاها طلبها وانصرفت .
مرَّ أسبوع وأكثر ولم تُسدد المرأة ثمن ما أخذت ، وبعد فترة صادف البائع والد الفتاة في المسجد فبارك له على خطوبة ابنته وحدثه بخجل عن الدَّين الذي له بذمته وقال له لعل ابنتك الكريمة نسيت أن تُخبرك ، فابتسم والد الفتاة واعتذر من البائع عن التأخير بالدفع وعلل ذلك بأنه نسي بسبب كبر السن وأعطاه حقه .
وقال له إذا عادت إليك ابنتي وطلبت منك أي شيء أعطها وتعال إلي وخذ حقك كاملاً ، وبعد أن انصرف البائع جلس الوالد كعادته في المسجد ليقرأ القرآن ، أتاه أحد أصدقائه وكان قد رآه عندما دفع النقود للبائع لكنه لم يشهد حديثهما ، لأنه كان بعيداً عنهما قليلاً ، وأثناء تجاذب الحديث بينهما قال له رأيتك تدفع نقوداً لصاحب المحل فماذا اشتريت منه؟
فأخبره ما حدث ، وهنا ارتسمت الدهشة على وجه الرجل وقال له بتعجب لكنني أعرف أنه ليس لديك بنات!!
فابتسم الوالد المزعوم وقال له:
إن فتاةً غريبةً تدَّعي أنني والدها وتنسبني إليها وقت الضيق ليقينها أن البائع لن يردها عندما يسمع إسمي ، إن هذا والله فضل وكرم من الله *وحق عليَّ أن أُعطي إسمي حقَّه*، ورفع يديه إلى السماء داعياً للفتاة الغريبة بالستر ومسامحتها بحقه وبقبول صدقته.
شيئان يحددان من أنت ؟
صبرك, عندما لاتملك شيء ، وأخلاقك, عندما تملك كل شيء .
أنت “رائع” حين تتجاهل من يسيء إليك ، وكريم حين تخفف من أحزان غيرك ؟ ولطيف حين تهتم بمن حولك ، وجميل عندما تبتسم مهما كانت الظروف . فالله هو اللطيف الرحيم .
0 غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .