منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
الرياضة

حسن عمر يكتب : فوزي المرضي الأسد الذي قتله الحزن فتركه لنا إرثا

(١)
كبيرا مثل حزننا الممتد على أرجاء وطننا الواسع كان قلب فوزي المرضي فيه للجميع متسع لم تضيّقه الجراحة ولا ضاق بالجراحات .. غافلنا في زمن الأحزان الكبيرة وغادر قابضاً على جمرة أساه وترك لنا سيرته ومواقفه نتذكر بعضها فنضحك ويمر بنا طيف الأخرى فنبكي .. فجعنا رحيله فألجم الكلمات وأوصد أبواب العبارات ..
(٢)
كان فوزي نجما لا معاً ما في ذلك شك .. كان أسداً بحق وحقيقة تهابه فتظن أن علاقتك به لن تتخطى حدود المهابة .. ثم ترى مواقفه فتخلط المهابة بالاحترام ثم لا يلبث الأمر أن يتحول إلى ود يعمقه القرب ويزيده التواصل .. يلقاك هاشاً باشاً ثم يضحك لكل (تدويرة) أقول له مازحاً: (الشافو كورتك قالوا مافي أي فرق بينك وبين عمار مرق) فتتسع عيناه دهشة سرعان ما تذوب في بحر من الضحك .. ومالو عمار مرق … بكلمو عليك ..
(٣)
سمعت عن أسد الهلال الراحل لاعبا فذّاً وتابعته مدرباً تشهد بنجاحه المتواليات الست، ثم أقتربت منه مديراً للكرة وزاملته وأنعم بها من زمالة في فترة عملي منسقاً إعلامياً لنادي الهلال سافرنا معاً وكان بيننا (عيش وملح) وكان بكل هذه الصفات والسيرة المدجّجة بالألقاب كما هو تواضعاً ومحبة للهلال يغرف من بحرها الغارفون وينعم بفيضها العارفون.
(٤)
رحل فوزي المرضي … قتله الحزن بعد رحيل الاء ابنته التي تسلل إليها الموت في عقر دارها كما ظل يتسلل إلى ديار الآمنين منذ أن دارت رحى الحرب اللعينة لتترك له حزنا كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس .. لم يعد القلب الكبير قادراً وقد فقد نبضه برحيل ابنته ..
رحمك الله يا فوزي بكل صفاتك وألقابك التي ما كنت تشعرنا بها فلا نراك إلاّ صديقاً عزيزاً رغم فوارق النجومية والسن والمقامات … نسأل الله لك الرحمة والمغفرة وأن يبدل سيئاتك حسنات ..(إنا لله وإنا إليه راجعون)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى