منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

خطاب الكراهية لا مدرسة له بقلم : نعمات النعيم

تضج الاسافير وتشتعل كل يوم بالجديد المثير الخطر .لتصيبنا بعنف بصري ولفظى ونفسي من سواقط الكلم وإسفاف لغوى ضاقت به ذرعآ لغة الضاد .يتكرر المشهد كل يوم يختلف مضمونه ورسالته ولكنه ياتى بمخرجات تتشابه كما يتشابه البقر. تتنوع وتختلف الأماكن والشخوص ولكن المسرحية أبطالها كثر بين قلة يفترض ان تمثل جيل الساسة من اهل الحل والعقد وجيل الشباب الثائر الذي يبحث عن حرية ضاعت من بين يديه نتيجة جهل متعمد وضيق افق وفكر متخبط يتلمس طريقه في بلد تتقاذفه اهواء الساسة والمنتفعين المهليين والمكبرين والهتيفة .
تصيبنا حالة من الغثيان ونحن نسمع مفردات نابية وسب للعقيدة عبر مقطع فيديو في الايام الماضية لترمى بسهامها علي بعض الاشخاص في رمزية بعيدة المعاني ليس القصد شخص بعينه بل المسالة اكبر بكثير .لم يكن هذا الفيديو وماتسربت عبره من عبارات لم تراعي حرمة شهر الصيام الكريم ،ولم تراعى هيبة المحكمة وهى تمثل رمزية القضاء السودانى ونزاهته .
قد نختلف او نتفق حول مصداقية وحقيقة الفيديو وماورد من أقاويل حول صحة الفيديو .ولكن مايجعلنا نرفع حاجب الدهشة مرارآ وتكرارآ كيف لنا ان نتداول هكذا عبارات ونحن في حضرة القضاءالسودانى الذي يشهد له بالكفاءة والنزاهة.لغة الحوار بين ثنائى الغفلة داخل قاعة محكمة إنقلابو نظام البشير المباد تشئ بجهل واضح وصريح باننا لا نحترم مؤسسات دولتنا العدلية .لغة الحوار فى ظني رسالة واضحة لتعزيز خطاب الكراهية فهو خطاب لا مدرسة ولا منهج له تجده داخل قاعات المحاكم التى لا يرتادها صغار القوم وضعافه …غض النظر عن مضمون الحوار الهامس وماماورد من عبارات مسيئة للعقيدة قبل الإنسان لابد من المحاسبة فالهروب والإنكار لا يغير من الامر شيئآ.
يتكرر المشهد وياتي فيديو آخر تناقلته وسائل الاعلام ومنصات السوشيال ميديا لنري ونسمع عبره العجب حيث تجئ عبارات ومفردات أحد المتنطعين الباحثين عن ملء البطون في موائد رمضان المعظم ليتخذ منها منصة ويرمي بسهامه علي نفر من ابناء السودان قد يختلف معهم او لا يلتقي بهم حتي في منامه، لغو الحديث والسخرية بعد ان ذهب عطشه وابتلت عروقه علي مائدة شخصية عامة كان الاجدر به ان يدعو لأفطاره هذا في منبر عام ويدعو كل من اراد ( ان يفش غبينته) ويعبر عن مايعتلج في صدره .اعاد الفيديو المتداول الي الاذهان حادثة صالة قرطبة عام ٢٠١٨ حيث دارت معركة ذات الكراسي عقب إجتماع مجموعة من الإسلاميين لبحث قضايا تهمهم ولا تعنى المواطن السوداني في شئ. إنتهت معركة ذات الكراسي ليلاحق الثوار المجموعة المنهزمة وهي محمولة علي سيارت نقل في منظر تدمع له العين حيث لم يراعى الثوار اعمارولا مقامات تلك المجموعة فقد كان الحديث للحجارة التى مازالت تقذفهم وهم في حماية المنظومة العسكرية …..نعم انطلقت سيارتهم تحميها سيارات القوات النظامية …والبعض مازال يردد مدينااااااو.
مشهد صالة قرطبة ليس ببعيد عن الاذهان ،دعوة الأفطار ومالذ وطاب علي موائده اصاب البعض بالشبع لتمتلئ البطون وتذهب العقول.تعتبر الفيديوهات آنفة الذكر تحريض واضح وصريح لنشر خطاب الكراهية وتأجيج الصراع داخل الوطن الواحد.
خطاب الكراهية لا مكان ولا منهج ندرسه كما درسنا في أعرق الجامعات بالخرطوم الوطن .لكنه خطاب يضع منهجه ضعاف النفوس
يلجاون إليه ليواروا به سوءاتهم.يحتاج الوطن لبنيه لا لسياسي فاشل يغتات من موائد غيره ويتخذ منها منصة فاشلة لإيصال رسالته.
دعوتنا الي ساستنا وليس قادتنا في الاحزاب السياسية والكيانات بمختلف مسمياتها ان تعيد ترتيب صفوفها وتستعد لإنتخابات حرة نزيهة تاتي بمن يحكم السودان لنري كيف يحكم السودان لا من يحكم السودان .سيذهب رمضان وتنتهي موائده الممتلة بطيب الطعام وسئ الكلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى