منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

صديق موسى العوني ( زرعنا بذرة الفشل وافلحنا في قول شيل كراعك من رجلي)

لقد أتت الحاضنة في البداية برغبة الشارع السوداني عاضا عليها بالنواجذ ومؤملا فيها لذلك كان لزاملا عليها أن تتفانا وتتجرد ولا يغمض لها جفن
ولكن عندما شاركت العسكريين ووضعت الوثيقة الحاكمة معهم لم تستفيد من إجماع الشعب السوداني على الثورة والرباط المتين والتماسك الشعبي وزخم الثورة ففرطوا منذ البداية فلم يفلحوا في اختيار أهل خبرة قانونية وسياسية ليكتبوا ا الوثيقة مع الشق العسكري بصورة توفر الأمان للمرحلة بل لقد أفلح العسكر في وضع بنود لصالحهم جعلت الوثيقة مفخخة
بل عندما قسمت السلطة واصبح الجهاز التنفيذي من نصيبهم فبدل أن يستفيدوا من الحراك السوداني بمافيه حراك الجاليات السودانية في دول العالم المختلفة والداعم للثورة السودانية واختيار أفضل جهاز تنفيذي من الموالين للثورة من كل بقاع العالم آثروا و بنظرة ضيقة جدا أن يكون الاختيار بمن حضر رغم أن الحضور لايرقي أن تستخرج منه كوكبة في مقام الثورة َوتحدبات المرحلة حتى رأينا بأم أعيننا وزارتي إعلام وثقافة كلف بهما اعلامي من الحاضنة فرجح بكفة الإعلام وأهمل تماما وزارة الثقافة رغم أن وزارة الثقافة وزارة بناء فهي التي تبني اللحمة السودانية ورغم أن المرحلة مرحلة انتقال وهي أخطر مرحلة لأنها تؤسس للديمقراطية وخاصة أن فترات الديمقراطية منذ الاستقلال كانت تؤسس على أرض غير صلبة وهشة لذلك فقد أصابها الاضطراب والضعف وقد أسهم ذلك في عدم الاستمرارية
ووزرتان أيضا مثل وزارة التجارة والصناعة اوكتلا للباشمهندس مدني عباس مدني هاتان الوزارتان هامتان جدا وتساهمان بصورة أساسية في الاقتصاد
فمن المفترض أن أوكلت إحداهما أو كلاتهما لاحد ان يكون عبقريا واثقلته التجارب
فكيف تأتي الحاضنة برجل صحيح مهندس ومن جامعة مشهود لها ولكن للأسف ليس له خبرة ولا تجربة ويقود الوزارتين معا
وكيف تأتي الحاضنة بوزيرة خارجية كانت تعمل بالخارجية وتركتها ولم تعمل في عمل موازي ليحدث التراكم وكانت واحدة من ازماتنا في تلك الفترة العلاقات الخارجية كآن تجربة الحكم بعد ثورة ديسمبر هي مركز للتدريب والتأهيل
اضطر دكتور حمدوك في ظل هذه الظروف الغريبة أن يحدث اختراق لينهض بالدولة وفق ما خطط لها فوضع خطته وبرامج مصاحبة لتعالج مخلفات جهاز تنفيذي الحاضنة فكان مستشاروه هم حكومة الظل ليطمئن على دولاب العمل و نهضة البلاد
ظهرت خلافات الحاضنة مع دكتور حمدوك مبكرا ولكن حصافة الرجل والسير دون ضوضاء كان ديدنه
كان الخلاف أيضا محتدم بين الحاضنة والعسكريين وهناك حساسية مفرطة ترجمها بعضهم بأن قالوا ان الجلوس مع العسكريين خصم من رصيدهم فكانت القشة التي قصمت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى