معاوية السقا يكتب _ هاشم محمود كاتب من طينة الكبار

عندما قلت ان الروائي هاشم محمود كاتب من طينة الكبار كنت أعني ما اقول فالرجل يتمتع بقدرات تجعلك تسبح في عوالمه المحتشدة بالدهشة وفرض نفسه كايقونه للأدب الأفريقي واستحق لقب كاتب وطن بجدارة
لم تنتهي بعد ردفعل روايته كولونيا الجديدة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس ليطرح هاشم روايته الجديدة الكتيبة ١٧ وهي
رواية تاريخية تخاطب ضمير الشعب الإرتري، وتسطر تاريخًا بدون مبالغة، وترسم أحوال المجتمع المدني والعسكري وكيف كان، وتقدم نماذجًا عن تضحيات أبناء الوطن، خلال الحقبة الإيطالية البغيضة.
تعددت الشخصيات والأدوار في الرواية ، حيث لا بطل محوريًّا للعمل، وإنما جنود في مرحلة تشكيل الوطن الأم. مايميز الرواية
رمزيتها للوحدة الوطنية،

فتجد عواتي وأكيتو وهيلي وآدم وإبرهام؛ كل رجال المقاومة الوطنية تتحدث عن ميلاد وطن، وبناء أمة، وتضحيات الشعب خلال تلك الحقبة.
وكيف استخدمت إيطاليا كل موارد البلاد من أجل تنفيذ أجندتها الاستعمارية

.
تتحدث عن التعليم والتجارة وبناء السكك الحديدية.
رواية تفردت في شكلها المطروح، وحافلة بالتشويق والإثارة، فقد غطَّت جميع أنحاء إرتريا من الناحية المجتمعية، والعسكرية، والنفسية.
لتصبح الكتيبة ١٧ واحدة من أهم الأعمال التي جسدت تاريخ اريتريا بلغة فنية رفيعة وسرد ياسر النفوس
فقد لامس هاشم محمود اوتارا في النفوس عبر واقعية سحرية وطريقة بديعة تأكد ما قلنا من قبل أنه شبيه الأديب العالمي الطيب صالح