منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

عابد سيداحمد يكتب : (٥) ايام بام درمان .. ومن رأى ليس كمن سمع (١-٣)

* بعد عام ونصف من الغياب القسرى عن الحبيبة ام درمان التى كتب شاعرنا المبدع عبدالمنعم عبد الحى على لسانها :

انا ام درمان انا السودان انا الدر البزين بلدى
انا البرعاك امان وسلام
انا البفداك ياولدى

* عدت للحبيبة للسودان المصغر ام در والشوق يسبقنا قبل العينين

* عدت الى هناك لارى حالها بعد ان وطات اقدام المليشيا ترابها وعملت على خرابها ومسح جمالها .. وأرادوا أن يفعلوا كل ذلك فيها

* يفعلونه بام در التى ظل لسان حالها على مر السنوات والأجيال يقول:

انا ام درمان تأمل فى نجوعى
انا السودان تمثل فى ربوعى

* عدت اليها لاتامل من باب من رأى ليس كمن سمع. ..

* والسيارة تنهب بنا الأرض من شندى إلى أم در الحبيبة فى الطريق سالت السائق عن إمكانية الحركة من محلية كررى إلى عمق ام درمان والوصول إلى ودنوباوى وابوروف وبانت والعرضة والفتيحات والدوحة وحى العمدة والموردة وحى البوسته وغيرها فنظر إلى مستغربا وهو يقول المواصلات( شغاله ) لكل مكان

* فظنت أن الرجل يبالغ أو يريد أن يبعث الطمأنينة فينا

*فلم اغالطه ولكن ظل السؤال : هل فعلا صارت ام در بجهد الجيش والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين امنه بالشكل الذى صوره لنا السائق؟

تمنيت فى دواخلى أن يكون ذلك صحيحا.

* فمضت بنا السيارة ومضى بى الخيال إلى ذكرياتنا فى ام در الحبيبة

* التى عبر عن حال حبنا لها شاعرنا المتفرد استاذنا سيف الدين الدسوقى له الرحمة فى مقطع :

هذه العاصمة الانثى
اهواها مذ كنت غراما فى عينى امى وأبى
وحملت الحب معى بدمى
فى رحلة هذا العمر
واحمله حتى القى ربى

* وعندما تجاوزنا ود البخيت والجرافة والمنارة ونحن نشهد الحياة الطبيعية تمضى هناك تمنيت أن يكون الحال كله كما رايت

* وعندما وصلنا الى صينية كبرى الحلفايا ووجدت الجيش يقف مطمئنا وممدت بصرى تجاه الجسر والعربة تمضى بنا بشارع الوادى شعرت بسعادة كبيرة تزداد مع كل مشهد فى الطريق
* وانا اشهد هنا معرض لبيع السيارات يعمل وسياراته أمامه مصطفة و وهناك (المولات) الكبرى الانفال وغيرها تنبض بالحياة على امتداد الطريق

* والسيارات بالطريق أكثر من تلك الموجودة فى طرقات بورتسودان العاصمة الإدارية البديلة

* والطرقات تحكى نظافتها عن جهد مبذول من حكومة الخرطوم
* واللافتات المضيئة الكبيرة تزين الطريق وعليها صور الرئيس البرهان ووالى الخرطوم وندى القلعة و مكتوب عليها عبارات تمجد بطولات شعبنا وتحكى عن حبه لوطنه

* ومضينا والطريق ممتلئ بالناس وعرفت أن الحتانه وحى الواحة والروضة ومدينة النيل تستضيف لامانها أسر نزحت إليها من ام بده ايام اشتداد المعارك…
* انهم أهل ام در كرم وشهامة ورجولة هكذا خلقهم وشيمهم

*ثم دلفت بنا السيارة إلى الشنقيطى والمواصلات هناك نشطة مثلما فى كل طرقات كررى والكمسارى ينادى لمناطق لم أتخيل أن الدخول إليها يتم بهذه السهولة وعبر المركبات العامة اوالخاصة أو من خلال الركشات التى تملأ الطرقات فى حركة لاتهدا

*و لاحظت أن ملاعب الكرة تمتلئ بنشاط الشباب والأسر تتحرك بصغارها فى امان عجيب بين الاحياء وحتى مواقع استئجار فساتين الزفاف مفتوحة تنتظر الزبائن والبنوك والصيدليات والمطاعم والمتاجر كل شئ يعمل فى امان لا شئ يعكر صفوه

* فالجيش منع الاوباش أن يدخلوا كررى وحكومة الولاية التى لاتهدا حركة واليها وفرت الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات أما الدانات فقد أمضيت ايام لم اسمع صوت رصاص او دانات والناس هناك لم تعد تتهيبها وتعرف كيف تتعامل معها

وغدا احكى عن رحلتى إلى أعماق امدر الحالها صار يسر وهى تنتظر عودة كل أهلها إليها بعد الجهد والتضحيات الكبيرة التى قدمها الجيش الباسل و قوات العمل الخاص التى احسنت البلاء وهيئة العمليات القوة الضاربة والمستنفرين والمشتركة لاستتباب الأمن ودحر المليشيا الغاشمة و جعل ام در أضيق علي الموجودين فى اطرافها من ثقب الإبرة ونواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى