مازال المواطن يتساءل : تري هل يرتاد القائمون علي الامر الاسواق ، هل يباشرون شراء احتياجاتهم بانفسهم حتي يقفوا علي حجم الغلاء الفاحش الذي احال حياة الناس الي جحيم وجعل الجميع – الا الحاكمين- فقراء ينتظرون رحمة السماء.
تحقق السلام وعادت الحركات المسلحة وتوقفت الحرب في دارفور ، ورفعت العقوبات الاقتصادية الامريكية، طبعنا مع اسرائيل ومع كل هذا مازالت اوضاعنا المعيشية والخدمية تتدهور في كل يوم حتي وصلت الحضيض.
مازلنا نتساءل عن سر ارتفاع الاسعار والغلاء الذي ضرب البلاد في ظل حكومة رفعت شعار تصحيح المسار.. وطبعت مع اسرائيل ووالت الخليج، لماذا كل هذه المعاناة؟ وما سبب الازمات التي تصر علي الامساك بتلابيب الوطن وخناق المواطن؟!!..
الأسواق تشتعل بوتيرة متصاعدة، والأزمات تتلاحق وتتناسل، والوقت يمضي دون أن يكون هنالك بصيص أمل يفرمل (الانفلات)، ويحقن شرايين الاقتصاد بمصل ناجع يحافظ على الوضع الحالي ويوقف النزيف، رغم تراجع الدولار مازالت قيمة السلع ترتفع بمعدلات قياسية، أصبحنا نستيقظ في كل يوم على وقع أسعار جديدة جعلت لسان حال المواطنين يستفسر بإشفاق (الكلام دة حدو وين)؟!.
الاسوأ من كل ما يحدث ان الحكومة لاتملك حلولا لازمات الوطن ولا تستطيع توفير اجابة لاستفسارات الناس عن اسباب الازمات ومداها الزمني، الي متي سيتحمل المواطن ثم يجني بعد ذلك ثمار صبره رغدا في العيش ووفرة في الخدمات والامن.
حتي متى ستستمر (الجمرة) التي نطأها المواطن حارقة ومشتعلة ، بالامس تسوقت لشراء احتياجات رمضان فاشفقت كثيرا علي الناس، تمنيت ان يخرج المسؤولون في جولة علي الاسواق حتي يروا بام اعينهم ما وصلت اليه الاسعار وما الت اليه اوضاع الناس.
ما يحدث الآن من إخفاق في توفير (معاش الناس) أمر لا يقبله عقل، الذين يتفرجون على المواطن وهو يكتوي بنار الأسعار لا يشبهون شعارات الثورة التي قامت من أجل تحسين معاش الناس.
السوق يتحرك بلا (ضابط إيقاع)، ويمد لسانه لحكومة التغيير ويحكي عن وجود فوضى لا أظنها تليق بالأهداف التي جاءت من أجلها الثورة. أين براعة القادمين الجدد في التعامل مع اقتصاد الندرة وإدارة النكبات وتطويع التحديات إلى واقع أفضل لبلادنا وشعبنا.
لماذا يستشعر المتابع للأزمات المتلاحقة وجود مبتدئين يديرون الملفات الحساسة المرتبطة بحياة الناس، هل يليق بهذه الحكومة أن تقف متفرجة على ما يحدث، وتفشل أن تدير معاركها مع (الطعمية والعجور والطماطم والبيض ورطل الحليب).
ان لم تقدم الحكومة علي ملف معاش الناس بجدية تستصحب انه الهم الاول في تحديات الحكم فانها ستواجه بتحديات بقائها علي سدة الحكم، الاجدي البحث عن حلول مهما كلف الثمن تخفض الاسعار وتنهي الازمات وتوفر السلع الاستهلاكية والخدمات الضرورية بطرق سهلة وميسرة ولتختلفوا بعد ذلك في ما بينكم، فضمان استقرار الحكم يبدا بتامين احتياجات الناس.