شئ للوطن -م.صلاح غريبة – مصر ادوار المسؤولية المجتمعية في إعمار السودان: رؤية مستقبلية

تواجه دول العالم، وخاصة تلك التي تمر بفترات انتقالية أو تعاني من صراعات، تحديات كبيرة في مسيرة التنمية والبناء. إن المسؤولية المجتمعية، التي تتجاوز كونها مجرد واجب أخلاقي، تبرز كأداة قوية وفعالة لمعالجة هذه التحديات. في سياق السودان، الذي يسعى جاهدًا للخروج من أزمة طويلة، تكتسب المسؤولية المجتمعية أهمية استراتيجية كركيزة أساسية لإعادة الإعمار والتنمية الشاملة والمستدامة.
تتعدى أهداف المسؤولية المجتمعية مجرد الربح المادي، لتشمل مجموعة واسعة من القيم والمبادئ التي تسعى لتحقيق التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ويمكن تلخيص هذه الأهداف في عدة نقاط ومنها الاستدامة بتحقيق نمو اقتصادي مستدام يحافظ على الموارد الطبيعية ويراعي احتياجات الأجيال القادمة، والعدالة الاجتماعية بتقليل الفجوات الاجتماعية، وتوفير فرص متساوية للجميع، وتحسين جودة الحياة، مع الحوكمة الرشيدة بتعزيز الشفافية والمساءلة، ومكافحة الفساد، وبناء مؤسسات قوية، وحماية البيئة والتنوع البيولوجي، والحد من التلوث، وتشجيع الممارسات الصديقة للبيئة، والمساهمة في التنمية المحلية بدعم المشاريع والمبادرات التي تساهم في تطوير المجتمعات المحلية.
تلعب المسؤولية المجتمعية دورًا حاسمًا في دفع عجلة التنمية في قطاعات حيوية مثل الزراعة والصحة والتعليم، وذلك من خلال تطوير الزراعة المستدامة باعتماد تقنيات زراعية حديثة تحافظ على الموارد الطبيعية وتزيد من الإنتاجية، ودعم سلاسل القيمة الزراعية بربط المنتجين بالأسواق، وتوفير التمويل والتدريب اللازمين وتحسين سبل العيش الريفية بتنويع مصادر الدخل للمزارعين، وتوفير الخدمات الأساسية في المناطق الريفية.
تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية ببناء المرافق الصحية، وتوفير الأدوية والمعدات الطبية، وتدريب الكوادر الصحية، والوقاية من الأمراض بتنفيذ برامج التوعية الصحية، ومكافحة الأمراض المعدية، ودعم البحوث الطبية بالاستثمار في البحوث الطبية المتعلقة بالأمراض المنتشرة في السودان.
بناء المدارس وتوفير البيئة التعليمية المناسبة وتوفير الكتب والمواد التعليمية، وتدريب المعلمين، ودعم التعليم المهني والتدريب التقني بتهيئة الشباب لسوق العمل، وتشجيع التعليم المستمر بتوفير فرص التعليم للجميع طوال الوقت.
يواجه السودان تحديات كبيرة في مسيرة إعادة الإعمار، ولكن المسؤولية المجتمعية يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في تسريع وتيرة التنمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ومن أبرز المجالات التي يمكن للمسؤولية المجتمعية أن تساهم فيها، المشاركة في إعادة بناء الطرق والجسور والكباري والمرافق العامة، وتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي، وتوفير فرص العمل والتدريب للشباب، وتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً، وتعزيز مشاركتهم في صنع القرار، ودعم المنظمات غير الحكومية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وبناء القدرات المؤسسية، وتبني مبادرات صديقة للبيئة، والاستثمار في الطاقة المتجددة، والحد من التلوث.
إن المسؤولية المجتمعية ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة ملحة في ظل التحديات التي يواجهها العالم اليوم. وفي حالة السودان، يمكن للمسؤولية المجتمعية أن تكون محركًا قويًا للتغيير الإيجابي، وأن تساهم بشكل فعال في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. يتطلب تحقيق هذا الهدف تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من الحكومة والشركات إلى المجتمع المدني والأفراد، ولتحقيق هذا الهدف، يجب على جميع الأطراف المعنية أن تتضافر جهودها وأن تعمل بشكل جماعي لتحقيق التغيير الإيجابي.
ولكي تكتمل حلقة النقاش حول المسؤولية المجتمعية يجب التشاور للإجابة حول أسئلة مفتوحة للمناقشة ومنها:
+ ما هي أبرز التحديات التي تواجه تنفيذ مبادرات المسؤولية المجتمعية في السودان؟
+ كيف يمكن قياس أثر المسؤولية المجتمعية على المجتمع السوداني؟
+ ما هو دور متخذي القرار في تشجيع وتنظيم مبادرات المسؤولية المجتمعية؟
+ كيف يمكن للمجتمع المدني أن يساهم في تعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية؟