منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

الجنيد طعم السكر يتحول لحنظل علقم

كتبت : ابتهاج احمدعلي

حقول خضراء على امتداد البصر
تسر الناظر و تفرح النفس
يتمايل فيها القصب الاخضر و يتراقص على جنباتها
يطرب المزارعون جدا لصوت الماكينات وهي تدور
فها قد اثمر حصادهم و انتج ما زرعت اياديهم سكرا يحيل الطعم المر الى حلاوة و لذة
التباشير تهل على الجميع مزارعين و اسر وقبل الكل الاطفال فبشريات الحصاد تاتي بالجديد و تسعد الجميع
الكل يخبئ امانيه واحلامه حتى يقبض المزارع البسيط ثمن حصاده الناجح و هو فخور بما غرست اياديه من محصول لا غنى للناس عنه
مشروع الجنيد الذي يعتمد عليه اكثر من 150 الف اسرة في معيشتهم اصبح بين عشية وضحاها اثرا بعد عين
وذات صباح اغبر اجتاح التتر الجديد المزارع الخضراء وقتلوا فرحة القصب الذي يتمايل طربا فيها فاصبح هامدا لا حياة و لا عطاء
و وأدوا احلام المزارع البسيط في مهدها بلا ادنى رحمة او شفقة
واصبح ما يقارب ال2500 مزارع بلا محصول يبنوا عليه احلامهم فقد وادها الغاصب القاتل المتعطش للدمار و الخراب الذي لايريد ان يترك للمواطن البسيط مجرد حلم في حياة كريمة يعيش عليه و يدعي ان غايته توفير حياة منعمة للناس وهو ينطق هوى و يكذب ويتحرى الكذب و مازال سادرا في غيه وضلاله
يسرق و يقتل و ينهب و ينتهك كل المحرمات ويحيل حياة الناس الى جحيم لا يطاق و الناس لا يبادلونه الا الكره و البغض وهو الغاصب المحتل
الله الله عليك يا جنيد السكر
ان ما حدث بالجنبد ينذر بالفقر و الجوع و المرض في جزيرة الخير
فالغاصب الجاني لم يترك فيها شئ يسد رمق الحالمين بالانتاج الوفير و لم يترك مساحة لاعادة ما دمرته الحرب فهو قد اخذ كل شئ يمكن ان يكون بذرة لامل جديد فقد سرق الاليات و عطل حياة المصنع واسكت الماكينات التي كانت لحنا طروبا لاهل الجنيد و ريفها
ان الجوع يهدد وبقوة اهالي المنطقة والفقر يرخي سدوله على ابواب المزارعين فمن اين ياتي المال و المعتدي الاثم هلك المحصول وفتك به عمدا وهذا الفعل القبيح ليس بجديد او مكتسب فهو من سمات وعادات الغزاة الرعاع
لا يعجبهم الاعمار و لا يفهمون معنى الانتاج و الاجتهاد في العمل والتكسب الحلال فقد اعتادت اياديهم الملطخة بالدماء على سرقة جهود الاخرين و السطو عليها. امتلاكها بقوة السلاح
ان ما حدث في الجنيد جريمة شنعاء لا يفعلها الا قلب متجرد من الانسانية متحجر كصخرة صماء
والا فما ذنب الزراعة و المحاصيل وماذا جنى المزارع البسيط لتحاربه في سبل عيشه الكريم ليجوع هو وتجوع من بعده البهائم التى لا تعي ولا تفهم بان هناك مجرم مغتصب احتل دارها و فتك بلقمة عيشها ان كانت قصبا اخضرا او علفا بعد انتاج السكر
ان خطر المجاعة يهدد الجزيرة اجمعها وليست الجنيد وحدها فالجنيد بعض من كل
و هاهي الذرة ما زالت بالحواشات لم تحصد و هؤلاء الناس يكسرون الترع ليحموا ارضهم وعرضهم من غزو التتار و تصبح الحواشات عطشى يهددها العطش بعد كسر الترع و هاهو المزارع البسيط ينظر لشقاء عمره و تعب سنينه ياخذه المغتصب بدم بارد دون ان يطرف له جفن
فالله الله في الجزيرة قلب السودان النابض
الله الله في الجزيرة المأوى والملاذ الامن
الله الله في الجزيرة الخضراء جزيرة الخير والنماء
جزيرة الجود والعطاء
يجب ان يخرج الجنجويد ومن عاونهم اليوم قبل الغد من ارض الجزيرة لتنعم بالهدوء و السكينة و ليطرب المزارعون باصوات اليات الحصاد و ليتذوقوا طعم السكر الذي فقدته الجنيد هذا الموسم و لتطير احلامهم محلقة بعيدا في السماء بعد الحصاد
فكم من طفل تمنى ان يمتلك لعبة صغيرة وعده ابوه بها بعد بيع المحصول
وكم من احلام وامال متعلقة بتلك المحاصيل التي جمدها الغازي الاثم في حواشاتها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى