منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

غياب الرؤية والشرخ في الحكومة التنفيذية من يملأ الفراغ الدستوري…!!!

تقرير: عبد القادر جاز

من واقع التقاطعات والتجاذب، علاوة على ضبابية المشهد السياسي نتيجة لغياب رؤية متفق عليها لقيادة المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد ما بعد قرارات الـ25 أكتوبر للعام 2021م، ما تفسير الشرخ الذي حدث في الحكومة التنفيذية منذ استقالة د. عبد الله حمدوك؟ ما الشخصيات البديلة لقيادة المرحلة إن كان من حركات الكفاح المسلح، أو أحزاب الوفاق الوطني من يمكن له معالجة أزمات البلاد؟ وما موقف منظمات المجتمع المدني من هذا الشرخ في ظل أزمة تكاد تعصف بالبلاد؟
*الأدوار الوطنية:*
ذكر مصدر موثوق به فضل حجب اسمه أن أسرة الصوفي التي تنحدر منها الدكتورة هبه الصوفي المرشحة لمنصب رئيس مجلس الوزراء من قبل تحالف منظمات المجتمع المدني، أن الأسرة تتميز بالدور الوطني الطليعي في استقلال البلاد، فقد صممت عمتها السيدة الأستاذة السريرة مكي الصوفي علم البلاد عقب الاستقلال ليرفرف عالياً خفاقا بعد إنزال علمي بريطانيا ومصر عن سارية القصر الجمهوري، وفي المبنى الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، وعائلتها من جهة والدتها السيدة فاطمة أحمد سليم كانت لها مواقفها الوطنية البطولية التي تشهد لها بها مدينة ود مدني، حيث احتسبت الأسرة أول شهيد من أبناء ود مدني إبان مناهضة الاستعمار وهو عم والدتها الأصغر السيد/ ياسين سليم. كما تقلد جدها لأمها السيد/ أحمد سليم منصب أول مدير لشئون الرئاسة بعد الاستقلال، وتسودنت جميع الوظائف الحكومية في الخرطوم على يده. وليس لأسرة الصوفي أي انتماء سياسي. فالأسرة تتخذ الحياد من كل الأنظمة والتنظيمات السياسية التي توالت على حكم البلاد منهجا لها على مر العهود.
*الوعي المبطن:*
وكشف المصدر بأن د.هبه الله الصوفي حباها الله ببعد نظر وبصيرة تمكنها من استقراء الأحداث وتحليل مجرياتها وفق المتغيرات التي تطرأ على المشهد، وتوقع المصدر أن تستبق وتبهر الجميع بحلولها الاستراتيجية المستدامة التي تحقق النظرية السياسية المعروفة، وأوضح المصدر أن أهم ما يميزها تمتعها بقدرة عالية على الحوار، هادئة مسكونة بوعي ومكر سياسي استغلتها لصالح البلاد في أحلك المواقف، وعلى سبيل المثال لا الحصر حين كانت الوسيط والراعي لجولة لقاءات واجتماعات بين الحكومة السودانية والأمم المتحدة في عام 2016م لرأب الصداع بينهما وتجاوز محاور الخلاف لصالح البلاد ومشاريع تنموية توقفت بسبب هذا الصداع، وأضاف المصدر بأنها أدارت الأزمة بحكمة وروية مصبوغين بدهاء سياسي، فكان نتيجة ذلك تحسنت العلاقة ما بين الحكومة السودانية والأمم المتحدة حيث وصفت وقتها بأنها الأميز والأنجح في تلك الفترة، وأوضح بأنها أنجزت في تلك الفترة مشاريع تنموية كثيرة في كل الولايات، وتقلدت فيها مارتا رويدس (التي كانت الدكتورة مستشارتها للشؤون الحكومية) ووسام النيل في عام 2018م، ويعرف عن د.هبه الصوفي وطنيتها واعتزازها بهويتها السودانية ونبذها للقبلية مؤكداً أنه ليس لها أي انتماء حزبي، أو حاضنة سياسية.
*تكليف:*
ويرى المصدر أن موقفهم من ترشيح د.هبة لمنصب رئيس مجلس الوزراء من قبل منظمات المجتمع المدني هو خيار موفق من منظور دعمها الكبير لمنظمات المجتمع المدني، والاعتراف بأهمية دورهم في تفهم وقيادة الحاضر وأمل المستقبل، مشيراً إلى أن هذا اتضح جلياً للقاصي والداني منذ تفجر ثورة ديسمبر المجيدة، ويعتبر هذا الترشيح تكليفا وليس تشريفا.
*حالة اللا دولة:*
ووصفت الأستاذة ناهد محمد عثمان عضو الحملة النسوية الشرخ الذي حدث في الحكومة بعد استقالة د.حمدوك بحالة اللا دولة التي يعيشها الشعب السوداني، واعتبرت أن ذلك أمراً اعتاد عليه الشعب من تدهور في جميع المجالات، مبينة أن التسرع في هذه المرحلة سيضر مستقبل البلاد، مضيفة أن كثير من الشخصيات الوطنية القادرة على قيادة البلاد في هذه المرحلة على سبيل المثال الباشمهندس/ محمد هاشم محمد، بما يتمتع به من قدرات وخبرات تؤهله لإخراج البلاد من دائرة الأزمات وإيجاد الحلول اللازمة لها.
*معجزات الثورة:*
وأشارت إلى أن د. هبه الصوفي ذات كفاءة مهنية عالية، وخبيرة في مجال المنظمات كونها امرأة شابة ستحسن وجه السودان، وتضيف له الكثير، وأردفت قائلة إذا تم ترشحها لمنصب قيادي، نعتبرها معجزة من معجزات ثورة ديسمبر المجيدة، وهبة سماوية لأرض السمر.

*ضياع المكتسبات :*
أقرت الأستاذة نجلاء السماني أبو عائشة رئيس منظمة محبي السلام والتنمية أن الفترة ما قبل استقالة د. حمدوك من منصب رئيس الوزراء وضح جلياً أن هناك مؤشرات لشرخ قادم نسبة لغياب الرؤية الفاحصة لوضع الحلول الممكنة في سبيل تحقيق التحول الديمقراطي، مشيرة إلى أن الوضع ازداد تعقيدا بعد الاستقالة وذلك نسبة للاتفاق على شخصية د. حمدوك من عدد من المكونات السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، والعسكر، مبينة أن أهم ما يميز د. حمدوك تميزه بالهدوء والحكمة في التعامل مع القضايا وكان حلقة وصل بين كافة الأطراف، وأردفت بقولها بعد الاستقالة انقطعت هذه الحلقة مما أدى إلى الخلافات والشتات ما بين التنظيمات المشاركة في الحكومة، والمكون العسكري، مضيفة أنها بهذه الوضعية جعلت الموقف يتباين ما بين مؤيدي للعسكر، ومؤيدي القوى السياسية المعارضة والأخرى التي لاذت بالصمت، ووقفت تراقب المشهد في ظل فراغ دستوري، محذرة بأن الوضع ينذر بالخطر من ضياع الدولة السودانية في جميع الملفات العالقة البعيده كل البعد عن شعارات الثورة.
*الاحتفاظ بالحقائب الوزارية :*
أكدت نجلاء أن أحزاب الوفاق والحركات ليس لها بديل أو مرشح لرئاسة مجلس الوزراء، ولفتت إلى أنهم قدموا مبادرة لمشروع حل الأزمة بعيدا عن طرح مرشح لرئاسة مجلس الوزراء وذلك باعتبار أن حركات الكفاح الموقعة وبعض أحزاب الوفاق لديها حقائب وزارية احتفظ بها على حسب اتفاق جوبا للسلام الذي وقع مؤخراً بعاصمة دولة جنوب السودان.
*تجاوز الأزمة :*
قالت نجلاء إنهم كمنظمات مجتمع مدني لديهم مشروع كامل لتجاوز الأزمة السودانية المستفحلة من خلال طرح ترشيح الدكتورة هبه الصوفي لرئاسة مجلس الوزراء لإنهاء الأزمة وإيجاد الحلول الناجعة، ووصفت الدكتورة هبه الصوفي بأنها شخصية تمتاز بالكفاءة والاستقلالية مما يجعلها مؤهلة لهذا المنصب المهم والحساس للغاية باعتبارها تمثل منظمات المجتمع المدني وفئة الشباب والمرأة وهم أكثر العناصر الفاعلة في الشارع السوداني. وذهبت إلى أن الدكتورة هبه الصوفي نجاحها يكمن في عدة أسباب من ضمنها الاستقلالية من د. حمدوك باعتبار أنها لم تأتي بها حاضنة سياسية، وامرأة شابة تعمل في منظمة الأمم المتحدة داخل السودان، وأضافت إلى ذلك بأنها تجربة جديدة تستند على وجود برنامج متكامل لتشخيص جذور الأزمة السودانية وستعقبها مباركة دولية.

*غياب البرنامج:*
قالت د. منى الزين أحمد المدير العام لمنظمة نساء بلادي الخيرية إن المرأة السودانية تكابد المشاق في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مشيرة إلى أن العمل الطوعي يحتاج لمزيد من الجهد والصبر لتحقيق الرسالة والأهداف الإنسانية تجاه المجتمعات، وأكدت أن السودان بلد متعدد الأطر في كافة مجالاته وتعدد سياسي في الحكومة الانتقالية ما بين المكون العسكري والمدني ساهموا في غياب الرؤية، وعدم التوصل إلى كتابة برنامج وطني، قاد إلى استقالة حمدوك ونتج عن الفراغ الدستوري.
*أس الأزمة:*
واعتبرت أن حركات الكفاح وأحزاب الوفاق الوطني جزء أساسي من الأزمة الحالية، كلما احتفظت بصحتها في السلطة تم صمتها عن الأزمة دون السعي للحلول، مبينة أن الوضعية السائدة المتضرر الأساسي منها هو المجتمع السوداني نتيجة لغياب الخدمات وارتفاع الأسعار وإيقاف الدعم الدولي فموقف منظمات المجتمع المدني رافض لما يحدث، مرجحاً بأنهم يبحثون عن الحل الانحياز لأي تنظيم سياسي قادر على إيجاد الحلول للأزمات، وأقرت بنجاح د.هبه باعتبار أنها امرأة وتجربة جديدة وهي رمزية للشباب ومستقلة لا تتبع للتنظيمات السياسية، وقالت يمكن أن تنجح إذا باركها المجتمع المدني السوداني المستقل، ورغم أنني ليس لي بها معرفة، ولكن سمعت عنها من خلال بعض الزملاء في المنظمات ووسائل الإعلام.
*الفراغ الدستوري:*
قال العمده بكري خضر أبورنات إن الخطورة التي تمر بها البلاد في حالة استمرار الفراغ الدستوري دون تشكيل حكومة رشيقة متفق عليها الجميع دون جدوى لهذه الفترة الانتقالية، مشدداً على أهمية تشكيل حكومة ذات روح ثورية شبابية بعيداً عن المحاصصات الحزبية. مؤكدا أن هنالك شرخ كبير حدث إبان استقالة د . حمدوك وعودته لإدارة المرحلة الثانية بدون رؤية وبرنامج دولة في ظل أطراف متنازعة وتقاطعات كثيرة أضرت بفترة حكومة حمدوك.
*السفينة المثقوبة:*
وأعرب عن أمله في دعم الشعب د.هبه الصوفي لخبرتها الثرة وتجربتها الممتدة في العمل التنفيذي لتكن أحد قربان السفينة المثقوبة والمحملة بالمخاطر ونتفق على شخصية شبابية مستقلة كمثال د.هبه لقيادة المرحلة، ودعا إلى ضرورة توحيد توافق أهل السودان على شخصية توافقية لإتاحة الفرصة لمن يخرج البلاد من أزماتها، ويرى أن أي شخصية مهما بلغت درجة علمية عالية وتجربة ثرة وخبرات لن تنجح ما لم تجد الفرصة الكافية وتعاون الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى