في الهواء الطلق محيي الدين شجر مشروع ضخم.. في زمن اللاتنمية
بعيد الثورة وفي أيام حكومة الثورة الأولى مازحني زميل لي بأنه شاهد ترميماً لإحدى طرق الخرطوم بأنه إنجاز كبير لحكومة الثورة خاصة وأن طرق الخرطوم ومنذ اندلاع الثورة في ديسمبر 2018 وحتى اليوم لم تشهد أي نوع من الترميم أو الإصلاح كما لم نلحظ أي نوع من التنمية في العاصمة.
طبعاً عدم الاستقرار هو سبب أساسي في تراجع مشروعات التنمية في كل السودان، إضافة إلى أن المشروعات التي أعدتها حكومة حمدوك والتي كانت في انتظار التمويل الدولي كلها توقفت بسبب انقلاب البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م.
وبالتالي فإذا كانت العاصمة الخرطوم تعاني من غياب مشروعات التنمية فإن باقي الولايات فحدث ولا حرج .
غير أني اندهشت أمس، وأنا اقرأ خبرًا عن اكتمال مشروع كبير للمياه بولاية النيل الأبيض وهو مشروع محطة كوستي الذي يقوم وفق منحة يابانية تقدَّر قيمتها بمبلغ 15 مليون دولار.
وهذا المشروع تحديداً أعرفه جيِّداً وكنت قد تابعت عن قرب الجهود الحثيثة التي بذلها والي النيل الأبيض الأسبق عبد الحميد موسى كاشا، ليرى النور وكانت تحيط به جملة من المشكلات.
ولهذا سررت جداً وأنا أسمع أن المشروع قد اكتمل بالفعل في عهد الثورة وتم افتتاحه فعلاً لأنه مشروع كبير جداً ويمكن أن يحل مشكلة المياه بمدينة كوستي والمدن التي تجاورها وهو في تقديري يعد من الإنجازات الضخمة التي يشار إليها بالبنان .
فلماذا الحديث إذن عن صعوبات مالية تعوق التنمية في دارفور مثلاً وأين هي الأعمال التي تمت في ولايات دارفور.
ما أود الإشارة إليه أن السودان يتمتع بأموال ضخمة ويمكن أن تحقق الكثير إذا وظفت التوظيف الصحيح وابتعدت عنها أيادي الاختلاس والنهب .
وحكومة النيل الأبيض التي عملت في صمت تستحق أن ترفع لها القبعات. والتحية لوالي النيل الأبيض عمر الخليفة عبد الله، ولوزيرة المالية فاطمة الحاج.. للنجاح الكبير لحكومة الولاية في زمن توقفت فيه كل مشروعات التنمية بالسودان ونتطلع أن نشهد مزيداً من الإنجازات..