منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

د/ نضال عبدالعزيز يكتب – العلامة الكامله أشرف الكاردينال_نموذجا

*قبل أكثر من خمسة عشر عاماً* .حضرت كفاحاً محاضرة شائقة وبليغة .*لفضيلة الشيخ/محمد سيد حاج* (عليه من الله آلاف الرحمات) يدور فحواها عن قيمة *(الحمد و الشكر)* والشيخ يتداعي ويسرد الموضوع سرداً جميلاً بصوته الصحل العذب .الجهور …ذكر قصة ذلك الراعي في أقاصي بادية أمدرمان. وهو يجيب عن سؤال الشيخ: *كيف حالكم مع الحياة الدنيا؟؟*
فيثني الراعي علي خالقه عزوجل ويحمده ويشكره ويعظمه( *والله ربنا دا التقول ماخالق ناس غيرناْ؛؛)* والشيخ يعقد مقارنة بين الراعي وذلك الطبيب البروفيسور النطاس الكبير/…حينما سأله نفس السؤال:*(كيف الحال؟؟ )*
فيجيب الطبيب…المشاكل كتيرة. والإلتزامات والأولاد في لندن. والمصاريف والعربية والمدام والعيادة والإيجار.ووو… (عييييييك)
بين الراعي والنطاس مسافة مابين السماء والأرض…يقيننا وإيماننا..(اللهم لا إيمان إلا إيمان البوادي ) .
قبل سنة تقريبآ وأنا أعاود إختصاصي الأذن والانف والحنجرة. الدكتور المحترم عبدالقادر. ولمعرفة تداعيات الحالة سألني: *انت شغال شنو؟؟؟*
فأجبته أنا شغال أستاذ جامعي(بروف مشارك ) . Associate Professor ..كان ينبغي أن يكتفي بهذه الإجابة ولكن، للطفه ونبله استطرد قائلا:في أي تخصص يادكتور؟
فأجبته في تخصص العلوم السياسية…Political Science..
فعمد علي مهاجمتنا مباشرة..أنتم لم تخرجوا سياسيين مميزين، ،،لم نر لكم جهد في تاريخ البلاد ” وووو *( زيى خمسمائة تعنيف كدا*)
صحيح إن البلاد اليوم في أسوأ حالاتها. وأفجع سوءاتها. وأعنف أسقامها وأوجاعها….ولكن!!!؟ *(أم كدادة ماذنبها !!!)*..من هدي هذا الطبيب لمثل هذا القول؟؟ لكأنما الفشل السياسي والإجتماعي، والثقافي؛ والإقتصادي. الذي يعيشه السودان اليوم..سببه(نحن معاشر الأكاديميين في هذا التخصص بالذات ) .فتركته يكمل مايقول ولم أقاطعه البته. حتي سكت..فقلت له أنتهيت؟؟
فقال نعم…قلت له (انا قبلت كلامك تب ) فقط اعيرنى أذنك.. (يعنى هسي يادكتور عبدالقادر الزلنطحيه الشغالين سياسه ديل خريجين علوم سياسيه!!!)… كدى قول اسم شخص واحد خريج علوم سياسيه يكون درسو الكرسنى او البطحانى أوحسن حاج على أو الساعورى أو حسن مكى أو بهاء الدين أو البونى او غيرهم من أساتذتنا الأفاضل….. وأسمع حديثي هذا وخذ عني هذا القول. والرأي…..
الأطباء هم صفوة المجتمع وخلاصته..وهم ولادة الهناء…وهم الأذكياء والنجباء وهم أوائل دفعهم وهم طموح وأماني وحلم آبائهم وأمهاتهم… وهم وهم …أليس كذلك؟ ؟؟
فرأيته وقد تهللت أساريره ومحياه….ياسيدي الغالب الأعم من هؤلاء الأطباء ذاتيين جداً…ومنفسنين جداُ جداً..ومتبخترين خالص..ووووووو….إلخ. ولعلمك ماعندهم أي إسهام أو إضافة في المجتمع..وليس لهم أي أثر ولا إحساس بالناس ولا يعرفون العامة ولا خدماتهم ولا إحتياجاتهم..ولا يساهمون في ذلك….
حاول مقاطعتي. فقلت له دعني أكمل. فأنا لم أقاطعك…فسكت.
فقلت له :كل السودانيين(الغبش والملس ) يعرفون *بابكر حامد ودالجبل*… عليه من الله سحائب الرحمات … كريم ارباب ..جوده اروش…خريف الدالى والمزموم …*ذلكم الأمي الفذ*..الذي قدم وقدم ولم يستبقي شيئًا ..هل سمعت ب *حسن سكوتا*..رجل ينفق ليل نهار سرا وعلانيه… هؤلاء بنوا (المستشفيات..والمدارس..والمساجد..وخلاوي قرآن..وأندية وميادين رياضية..ومراكز وآبار وحفائر وكهرباء…….إلخ ) كم عالجوا مرضي وكفلوا أيتام..وواسوا أرامل. وأشبعوا جيعان. وأغاثوا ملهوف..وأرووا عطشان….وأنقذوا الأمم من ظلام الجهل..إلي نور العلم والمعرفة..كم وكم…
بالمناسبة تلك الخدمات الجليلة والعظيمة. لأؤلئك الأعلام لم تختصر علي الريف والقري والهامش فقط. بل كان لهم عظيم الأثر في المدن والحضر..أوقفوا المال والعقار والعمل. للسودان العظيم….(حسناتهم تقيهم من النار ) هؤلاء الرجال لم يدرسوا في جامعات الخرطوم. والجزيرة واكسفورد وووووووالخ ..ولم يأخذوا الزمالة من الملكية البريطانيه…ولم يعرفوا حتي ماهو البورد الأمريكي..ولم يتخصصوا في إيرلندا وأوروبا العظمي…
هؤلاء تخرجوا من حواري وأزقة وفرقان هذا البلد الفسيح…. فكان عطاؤهم ورؤيتهم للحياة اكبر من رؤية الصحيح للأفق …
*سمعت بالسيخ مصطفى الأمين*
كان اداك وكتر مابقول اديت
كاتال فى الخلا وعقبا كريم فى البيت
*سمعت بالنفيدي!!؟*
ياخريف الرتوع اب شقه قمر السبوع
الفوق بيتو بسند الجوع ياقشاش الدموع..
*بتعرف البرير؟؟*.*البربري؟؟ و عبدالمنعم؟؟* و *أبو العلا؟؟* وغيرهم..وغيرهم…تركوا أثراً باقياً وخالداً في نفوس الناس…
يادكتور أنا شخصيا مع كامل تقديري ومودتي لكم في هذا القطاع المستنير….لم أسمع ولو بالخطأ طبيباً واحدا صنع مثل تلك الصنائع…العظيمة والجليلة..ومع ذلك كله تحية إكبار وإجلال لأطباء بلادي..*المقتصد منهم والظالم لنفسه والسابق بالخيرات….*
*فبهت* الطبيب وكتب روشتته وخرجت. ،،،(انتهى)
*الكاردينال…أشرف سيد أحمد*… أسم كبير لم تجمعني به ظروف عمل…لا خاصة ولا عامة..ولا تربطني به صلة قرابة. أو نسب..ولا مصلحة(لا تجره ولا عمرة) فنحن من ملةلا تتصنع المواقف و لا تتسول موائد الكرام…ناهيك عن موائد اللئام…
أشرف سيد أحمد الكاردينال..يستحق العلامة الكاملة ؛ فهو رجل من طينة الكبار…والعظماء (سالفى الذكر) ..ألتقيته مرة واحدة يتيمة (مصادفة) في مكتب والي ولاية الخرطوم آنذاك .. الفريق أول مهندس عبدالرحيم محمد حسين فك الله حبسه …وحينها كنت أنا مديرا لهيئة إذاعة وتلفزيون الخرطوم..وقد جاء لأمر يتعلق بتصديقات وإجراءات قناة الهلال…*والهلال العظيم*..وأمور عامة أخري..فيها منفعة العباد والبلاد…كان لقاؤنا في حدود نصف الساعة فقط….تعرفت من خلالها علي شخص تنم كل خلية فيه عن لطف ووعي وتهذيب وتواضع. مرحا..أخاذا..إيجابيا..للحد البعيد…فالإطراء علي مثله يجوز..لطالما ظللنا نسمع ونري ونشاهد عظيم وكريم المواقف وسخاء العطاء (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان )…*الكاردينال يدهشك بسرعة الإستجابة وسرعة الحضور*..وسرعة التنفيذ..وسرعة الإجراء وسرعة القرار وسرعة المروءة،،،،،
أعتقد أن سر نجاحه هو حسن وصدق النية في التوكل *(فإذا لم يكن من الله عون للفتي …فإن أول مايجني عليه اجتهاده)* ..وقدرته العالية علي التخطيط. والبديهة الحاضرة..في التصويب والقراءات بل ومعرفتة والمامه بهموم الناس واولياتهم… *عفارم أشرف*…أشرف يتفوق الآن علي حركة الدولة..بكل مؤسساتها. فهو حاضر. في الكوارث. والفيضانات..حاضر في الإغاثات..والأزمات..حاضر عند المحن والإحن…حاضر في الشأن العام ..وفى الافراح والاتراح..مستشفيات ومدارس. وآبار..في البوادي والحضر.. وحاضر في شؤون الخاصة..كم سمعنا بتكفله بعلاج أو تعليم… و غيرها من نوائب الدهر…
*الكاردينال*… نعم المال ونعم الرجل ….حتي في الشأن الرياضي فقد ترك الرجل بصمة لاتنسي…و عملا ظاهر لا تخطؤه العيون ولا ينكره الا من به رمدا ومرضا… وسيظل خالدا..*في نادي الهلال العظيم.*
قد أنعم الله علي كثير من الناس بالمال ولكن نعمة المروءة والشهامة. والكرم..والإقدام. أعظم وأجل…فقد قالت أمنا خديجة الكبري رضي الله عنها. وهي تواسي سيد الخلق(ص) “كلا…أبشر فوالله لن يخزيك الله أبدا…إنك لتصل الرحم..وتصدق الحديث..وتحمل الكل…وتقريء الضيف…وتعين علي نوائب الدهر)..
فمثل الكاردينال لا يخشي عليه من مصارع السوء…فجبر الخواطر..وصنائع المعروف..تقي مصارع السوء..والافات والهلكات….وأهل المعروف..في الدنيا..هم أهل المعروف في الآخرة )….فللرجل بصمة وعمل مدهش..في كل المواسم.(..وماشهدنا إلا بما علمنا..وماكنا للغيب حافظين.)…
*قبل أيام ونحن نتدارس حول قرار رئيس مجلس السيادة.* الإنتقالي..تعيين رؤساء لمجالس إدارات الجامعات…صحيح إن التعليم العالي والجامعات الآن تعاني. كباقي الوطن. الأمرين…*ولكن للأسف الشديد لم يوفق رئيس مجلس السيادة الإنتقالي*..في غالبية تعييناته لرؤساء مجالس الجامعات…وستظل تلك المجالس ديكور فخارى ؛ وفلكلور….وطق حنك…وونسة عصريات..فهي بحالها هذا لاتسمن ولا تغني من جوع…فقد كان حديثي علي عكس الحضور…بأن أشرف سيد أحمد الكاردينال..*سيكون الحصان الأبيض*..لهذه القرارات…فعلي قدر أهل العزم. تأتي العزائم…..فالرجل يأخذ الأمر بجد. ويعطيه حقه ومستحقه….إذ لم أستغرب ولم أدهش كبقية الزملاء..علي مافعله الكاردينال..أمس وهو يدشن أولي زياراته لجامعة بحري(جوبا سابقا ) رئيسا لمجلس إدارتها… وهو يعلن عنا بناء صرح ضخم للدراسات العليا … والغيث أهنؤه الذي يهوى وليس له رعود …فقد تزينت المواقع بكم اشرف …عطاءً وعملاً وفعلا…فهنيئاً لجامعة بحري..وهنيئاً للسودان..*بهذا النموذج الألمعي…*
….
….
فبراير /شباط
2023
*د. نضال عبدالعزيز*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى