البروفيسور روديغر وولفروم: أشعر بالحزن والأسف من اقتحام ومهاجمة ورشة صناعة الدستور بكسلا مما أدى لإلغائها
حوار: حامد ابراهيم
في أعقاب إلغاء فعاليات ورشة صناعة الدستور ودعم العملية الدستورية بالسودان التي نظمتها منظمة ماكس بلانك الألمانية بعد ساعات من انطلاقها بقاعة الطريفي بكسلا نتيجة مهاجمة مجموعة قبلية للورشة وتهديدها باستخدام العنف ضد المشاركين فيها مما جعل منظمي الورشة يقررون إلغائها حفاظا على أرواح الناس بعد أن كان مقررا لفعاليات الورشة أن تستمر من 6 إلى 8 فبراير الحالي .. وقال البروفيسور روديغر وولفروم عن الأحداث التي صاحبت تدشين الورشة وأسباب إلغائها وسألنا في البداية عن منظمة ماكس بلانك وطبيعة عملها بالسودان
– منظمة ماكس بلانك ظلت تعمل بالسودان لأكثر من 20 عاما وتركز عملها في إرساء السلم وصناعة الدستور ودعم العملية السياسية بالسودان وترسيخ القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وفي مايو من العام الماضي دشنت ماكس بلانك سلسلة ورش عمل عن صناعة الدستور بحيث تشمل جميع ولايات السودان ومواصلة لهذه الورش التي عقدتها المنظمة في الخرطوم وفي مختلف ولايات السودان حتى بلغت ال 50 ورشة أكملنا كل الترتيبات القانونية والإدارية اللازمة لانعقاد ورشة صناعة الدستور بكسلا وحددنا المشاركين في الورشة وكانوا من مختلف ألوان الطيف السياسي والإجتماعي والقانونيين والنساء والاعلاميون وغيرهم ويضيف وفي صباح الاثنين 6 فبراير وبينما الأمور تمضي على قدم وساق في قاعة الطريفي المكان المحدد لانعقاد الورشة وبعد توافد الحضور فجأة اقتحمت القاعة مجموعة من الرجال وتحدث ممثلهم بصوت مرتفع آمرا الحضور بالخروج من القاعة حفاظا على سلامة أرواحههم بحجة أنهم قد قرروا إلغاء هذه الورشة بحجة أن منظميها أجانب ومضى أكثر من ذلك طالبا منا نحن منظمو الورشة مغادرة كسلا على جناح السرعة حتى لا نعرض أنفسنا للمخاطر .. هذا الوضع أشاع جوا من التوتر والرعب في أوساط المشاركين والمشاركات وظللنا في حالة من الدهشة والترقب ومن جانبي حاولت التحدث مع المهاجمين وشرحت لهم الهدف من الورشة وأوضحت لهم بأنها ورشة أكاديمية بحتة ولا علاقة لها بالسياسة وشرحت لهم بأننا لسنا طرفا في أي نوع من أنواع الصراعات التي تحدث في الشرق أو كسلا وجدت منهم قليل من الإنصات ولكنهم في النهاية يبدو أنهم كانوا عازمين على تخريب الورشة فأصروا على موقفهم ووصلت مجموعة أخرى مسلحة بالعصي وعندها يقول البروف وولفروم اجتمعت بالمستشارين بالمنظمة وناقشنا الوضع من جوانب عدة ومن ثم قررنا إلغاء جلسات الورشة حفاظا على أرواح الناس
– لمن الجهات الرسمية والشعبية تحملون مسؤلية ما حدث ?
– نحن نحمل مسئولية ما حدث للمجموعة المهاجمة للورشة باعتبار أنهم راشدون ويفترض أنهم يملكون من الزكاء والفطنة ما يمكنهم من التمييز بين ما يجلب المصلحة لبلادهم ومن يعمل للإضرار بها فالورشة التي عملوا على تخريب فعالياتها انعقدت في أكثر من خمسين منطقة في السودان واستفاد من المادة القيمة المقدمة فيها آلاف من أبناء وبنات السودان ولا استطيع لوم السلطات التنفيذية والأمنية بالولاية ولا يمكنني اتهامها بالتقصير لأنني أرفض مبدأ أن تعقد الورشة تحت حماية الشرطة ويجب أن يكون للناس قناعة بأننا نقدم لهم مادة أكاديمية قانونية تعينهم في إرساء السلم وسيادة القانون
– ماذا كان موقف الوالي والسلطات بالولاية?
– الوالي عبر عن أسفه لما حدث وطلب منا مواصلة الورشة في اليوم التالي وقال أنه يتكفل بتوفير الحماية للمشاركين ولكنا رفضنا انعقاد الورشة تحت حماية الشرطة لأننا لا نريد أن يحدث إحتكاك بسببنا سواء بين الشرطة والمعترضين أو بين المعترضين والمؤيدين لانعقاد الورشة
– كيف تقيمون ما حدث لكم من أحداث تسببت في إلغاء الورشة?
– أنا متأسف وحزين جدا لما حدث لنا وبالرغم من الاتصالات التي تلقيتها من والي الولاية ومن زعيم هذه المجموعة الذي علمت أنه يتواجد خارج السودان ومن إدانة كافة الفئآت بكسلا إلا أنني غاضب ومتألم جدا مما حدث معنا وقررت أن لا آتي مرة أخرى إلى كسلا وذلك لأنني إنسان لي مكانتي العلمية المرموقة على مستوى العالم وبالإضافة لذلك فإنني كبير في السن ولم أتوقع إطلاقا أن أعامل بهذه الطريقة المهينة وكنت ومازلت بالرغم مما حدث لدي قناعة لا تتزحزح أنني أقدم عملا جليلا من شأنه أن يفيد الشعب السوداني في مسيرة الانتقال الديمقراطي وإرساء القانون وسأواصل عملي في بقية أنحاء السودان ما دمت قادرا على العطاء ولكني بالتأكيد سوف لن أحضر إلى كسلا مرة أخرى