منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

محمود عبدالعزيز.. عشرة سنوات على رحيل الغمام

الخرطوم : صديق رمضان

أعتبر نفسي من جيل محظوظ تفتح وعيه في منتصف تسعينيات القرن الماضي على حركة فنية مُحترمة شكّلت وجداننا ومثّلت لنا مصدات ضد الاستلاب الثقافي،فكان أن تزودنا من إبداعات مصطفى سيد أحمد، عركي، عقد الجلاد، ود الأمين، وردي، ومن الفنانين الشباب الفقيد نادر خضر، عصام محمد نور ومُلهم جيلنا محمود عبدالعزيز الذي كان بالنسبة لنا أيقونة ورمز للتمرد على الواقع بكل تفاصيله.

ففي ذلك الزمن كُنا نعد الساعات عشان خاطر مواعيد حفلاته حيث تنقلنا معه على مسارح نادي التنس، نادي الضباط، سينما كوبر،فالحوت عليه الرحمة الذي تمر الذكري العاشرة لرحيله هذه الأيام ، كان بالنسبة لنا شذى الأيام وغنوة في وهج الكلام لذا تبدد حلم المني عندنا حينما رحل الغمام لأنه كان سلطان زمانه وبُقة العسل النقي،و أصبح واقعنا يشابه ذات اغنيته التي كانت تأجج مشاعرنا في حفلاته حينما نجتر ذكراه “منو القال ليك”، ولانجد أن نقول لكن غايتو نتصبر وكل ما نحن نتذكر وكل ما ليهو نتذكر تنزل دمعة تتحدر، فقد “ساب” البلد والحياة وسافر بعيد وبكته الدموع وتركنا في عمق الجرح مع ليل طويل لم ينجلي حتى الآن لتشرق شمس صبحه التي نتمناها وهي تسطع بالحرية والديمقراطية ووطن شامخ فرحلة الغيوم ماتزال تحمل الرسائل.

كانت أغنياته الرمزية تجسد لنا الوطن والمحبوبة فقد كان حينما يصدح في ذلك الزمن”من الظروف ما تشيلي هم
بكره الزمن ليك بيتسم” كنا نحسب أنه يخاطب محبوبته بلاده الطالة فى صبح العشم وكان يدعوها لتتصبر والا تحمل هم،ومحمود كان السودان يتجسد في أغانيه وهو ويُحلق بنا على ايقاعات المردوم والجراري والتُم تُم، يغني للحب والجمال والوطن.

رغم رحيله إلا أنه مايزال يسكن في داخلنا فقد كان أسطورة والاسطورة تظل باقية بسيرتها وتفاصيلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى