منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
منوعات

مقالات شخصية (19) الظنون د. علي الدرورة

استوقفتني عبارة: *(الإنسان الملوّث داخلنا لا يستوعب وجود بشر أنقياء)،* هذه العبارة قرأتها من قبل عبر قصة الرجل الذي أضاع فأسه واتضح له أنّ ابنه الصغير كان سبباً في ذلك ولام الرجل نفسه حين اتهم إنساناً بريئاً هو جاره الذي يراه يومياً.

إذاً تلك كانت العبرة، وصرت أتأملها؛ والسبب في هذا التأمل أنّها جاءت في آخر يوم من عام 2022م (31 ديسمبر 2022).

السِّر هنا، كم شخصاً اتّهموه زوراً بالسرقة أو بالكلام الفاحش أو بالقيام بعمل سيّئ هو بعيد عنه كلّ البعد، بل لم يعمله مطلقاً وهو برئ منه.

لا شك بأنه خلال عام واحد قد اتّهم السلبيون الذين يطلقون الأحكام المسبقة ضدّ الأبرياء، وكَيلِ التهم بالزيف والبهتان ضدّهم وهم كثيرون، سواء أكانوا من الأقارب أو الأباعد، وبالتالي خسروهم من قائمة الناس في حياتهم والسبب الظنّ السيّئ!!!.

*والسؤال*:
لماذا يعشش التفكير السّلبي في عقول الكثير من الناس فيطلقون أحكامهم ضدّ الغير؟
ولماذا لا يتريّثون قبل إطلاق التهم؟ ولماذا المسألة السلبية؟
ولماذا لا تكون إيجابية فنرى المحاسن وننظر لها بدلاً من النظر إلى الجانب المظلم واعتماد سوء الظنّ مباشرة.

إنّ النظر إلى الجانب المضيء للقمر يبعث الراحة في نفوسنا بالبهاء المنير، وبذلك فإنّ أولئك الناس إذا ما نظروا إلى الجانب الإيجابي للحياة، حَسُنتْ سريرتهم، وهنأ مشربهم، وشعّ في تفكيرهم كلّ ما هو خير، وطابت حياتهم مع جيرانهم وأصدقائهم وأرحامهم وصاروا يعيشون النعيم في مجتمعهم بعيداً عن السلبيات ومنغصات الحياة.

إنّ الشرع الشريف أكّد على تجنّب إطلاق الظنون مباشرة، فقد قال تعالى: *{اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}* [سورة الحجرات: 12]، فكم من الظنون السيئة التي ألصقت بالأبرياء طوال عام كامل!؟.
____

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى