القيادي الاتحادي الشريف الخاتم ” للمحور ” أدعو لتكوين جبهة وطنية تستوعب كل المؤمنين بالتحول الديمقراطي المدني – الحركات المسلحة الداعمة لانقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر جسدت ابهي صور الانحطاط السياسي
حوار : شموخ عمر
اعتبر القيادي الاتحادي الشريف الخاتم أن ماتم في الخامس والعشرين من اكتوبر انقلاب كامل الدسم وترتب عليه ماتشهد الساحة السياسية الآن من ارباك للمشهد وسيولة امنية وازمة اقتصادية انعكست علي معاش الناس وقال إن محدث من بعض الحركات المسلحة التي دعمت انقلاب البرهان ماهو الا انحطاط سياسي وسيأتي يوما ويحاسبهم الشعب السوداني علي فعلتهم الشنعاء هذه
* ما هو رأيكم فيما حدث في ٢٥ اكتوبر و الحياة السياسية عموما؟
ما تم في ٢٥ أكتوبر هو أنقلاب كامل الدسم على الوضع الدستوري الذي كان قائما في ذلك الوقت ، و قد فشل هذا الإنقلاب منذ يومه الأول ، حيث قوبل بالرفض القاطع من جماهير الشعب السوداني الثائرة ، و لم يجد له ظهير يسنده عدا الاسلاموين و حلفاؤهم السابقين ، لذلك ولد هذا الإنقلاب ميتا و تسبب في تدهور مرير في كافه مناحي الحياة السياسية و الأقتصادية و الإجتماعية ، و لم يعد المواطن السوداني قادرا على تحمل أعباء المعيشة اليومية ، وأنا أعتقد جازما أن هذا الإنقلاب سيسقط بالفعل الثوري المستمر ، توازيا مع العمل السياسي الراشد.
* ما هو رأيكم في الإتفاق الإطاري؟
الإتفاق الإطاري هو عمل و جهد مقدر من مجموعة لا نشك في ثوريتها ولا في نواياها ، فهم رفاق النضال عبر سنوات طويلة في مقاومة الحكم الديكتاتوري الإسلاموي الساقط ، في إعتقادي أن كثيرا من مؤيدي و رافضي هذا الإتفاق ، لم يقرأه أصلا ، و إذا نظرنا في بنوده ، نجده متقدما جدا و فيه الكثير الجيد ، لكن نحن نختلف مع كاتبي هذا الإتفاق في بعض النقاط ، أولها ، وضع المؤسسة العسكرية أو ( منفذي الانقلاب ) و الإبقاء عليهم في قيادة الجيش ، و نعتبر أن هذه الخطوة قنبلة موقوته ، يمكن أن تنفجر في أي وقت ، متى ما حانت الظروف لإنفجارها ، أذ ليس من الحصافة أن تثق في مجموعة نفذت إنقلابين متتاليين ، في ٣ يونيو ٢٠١٩ و ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ ، فما هو المانع و ما هي الضمانات للقيام بإنقلاب ثالث ؟ الشئ الثاني هو إشراك فلول النظام السابق في العملية السياسية ( الإتحادي الأصل ، المؤتمر الشعبي ، أنصار السنة ) ، هذا نكوص عن العهد مع الثورة و الثوار و الشهداء و الجرحى و خروج عن شعار الثورة في تحقيق الحرية و السلام و العدالة.
* ماذا عن الحركات المسلحة الموقعة و الرافضة للإتفاق الأطاري؟
إنقسمت الحركات المسلحة في هذا الشئن ، حيث إعتبرت بعضها أن ما تم في ٢٥ أكتوبر هو إنقلاب مع الإحتفاظ بوجودها داخل هياكل السلطة ، أما حركتي جبريل و مناوي و رفاقهم، فلم يكونوا جزء من الأنقلاب فحسب ، بل أستدعوا الإنقلاب إستدعاء ، في إعتصام القصر الشهير ، فكلنا نتذكر بمرارة ( الليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع ) أي بيان الأنقلاب ، ولا أجد وصفا لما تم بأنه إنحطاط سياسي ، و سيأتي يوم و يحاسبهم الشعب السوداني على فعلتهم الشنعاء هذه.
* ما هو رأيكم في أنفراد ق ح ت بالمشهد السياسي دون الأخرين؟
قوى الحرية و التغيير إرتكبت كثيرا من الأخطاء منذ ١١ أبريل و حتى يومنا هذا ، و إذا ذكرنا بعض هذه الأخطاء ، فإنها أي( ق ح ت) ، ضيقت ماعون الثورة بما فيه من رحابة، و إنغلقت على نفسها تماما و أبعدت قوى الثورة الأخرى من أحزاب و كيانات ثورية و أبعدت لجان المقاومة وقود الثورة و جذوتها التي لم و لن تنطفئ ، نتج عن ذلك شح و قله في القاعدة الإجتماعية التي من المفترض أن تحمي التحول المدني الديمقراطي ، فعليهم أن يلزموا جادة الطريق و عليهم الآن أن يصححوا هذه الأخطاء قبل فوات الأوان ، فلم يعد في الوقت متسع للتشاكس و لم يعد الوطن يتحمل .
* ماذا عن قوى الردة و دورها في إفشال التحول الديمقراطي؟
قوى الردة أو الفلول كما عهدناهم ، لن يستنكفوا جهدا في إفشال التحول الديمقراطي و هذا شئ طبيعي لما فقدوه من جاه و أموال و قصور و سلطان ، إبان فترة حكمهم الجائرة ، لكنهم نسوا أو تناسوا ، أن الشعب السوداني قد أقتلعهم من الحكم في ثورة شعبية ، هي الأشهر في هذا القرن ، و مازالوا يتحرون الكذب بواسطة ( الدجاج الالكتروني ) عبر الميديا و يقتالون الشخصيات المؤثرة في مسيرة الثورة السودانية ، فلم يكن من بينهم رجل رشيد ، يخبرهم بأنهم ذهبوا إلى مزبلة التاريخ و لن يعودوا للحكم أبدا ، في ظل الوعي التراكمي للثوار من أبناء و بنات الشعب السوداني ، نحن لن ننسى و لن نغفر لهم ، القتل و السحل و الاغتصاب الذي مارسوه طوال الثلاث عقود من حكم البلاد ، ولن ننسى و لن نغفر لهم في ما ارتكبوه من فساد و إفساد ممنهج في كل نواحي الحياة ، سياسيا و إجتماعيا و إقتصاديا ، و التجارة بأسم الدين من أجل الكسب الرخيص ، ولا يسع المجال لذكر ما إرتكبوه من موبغات في حق هذا الشعب المكافح المناضل .
* كلمة أو رسالة أخيرة للساسة و الثوار؟
رسالتي هي ، أن نضع خلافاتنا جانباً و أن نتوحد حول برنامج مرحلي لإسقاط هذا الإنقلاب بالطرق السلمية المعهودة ، و أنا هنا أدعو لتكوين ( جبهة وطنية ) تستوعب كل المؤمنين بالتحول المدني الديمقراطي من لجان مقاومة ، أحزاب سياسية و منظمات مجتمع مدني ، فلم يعد الوطن يحتمل أكثر مما إحتمل ، فنحن على وشك إنهيار إقتصادي سوف يتسبب في كارثة حياتية و يعود بنا إلى ما قبل التاريخ و يكون قانون الغاب هو الحكم ، و أستشهد بقول المهلب بن أبي صفوة
تأبى الرِّماحُ إذا اجتمعنَّ تكسُّراً … وإذا افتــــرقَنّ تكــسّرتْ آحادا