منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

أحداث 1989.. وحقيقة انقاذ تدهور الأحوال الاقتصادية للسودان وتكرار السيناربو في 2019

القاهرة: وكالات

تمر الآن أكثر من ثلاث سنوات ونصف على إسقاط نظام البشير الذي حكم البلاد لمدة 30سنة كاملة عقب انقلاب عسكري نفذه رفقة رفاقه من المجلس الثوري وبمساعدة الدكتور حسن الترابي زعيم الجبهة الإسلامية القومية، والذي على إثره تم إنهاء حكم الرئيس الصادق المهدي وتعيين البشير نفسه حاكما على السودان منذ ذلك الوقت إلى غاية 12 من أبريل 2019 أين تم هو الآخر عزله بعد قيام ثورة شعبية لمدة أربعة أشهر طالبت فيها بعزل الأخير، ويعود السبب الرئيسي لقيام هذه المظاهرات زيادة سعر رغيف الخبز وسعر الوقود وتدهور الوضع الإقتصادي في البلاد.
وبالحديث عن انقلاب 1989 الذي قاده البشير ضد حكومة الصادق المهدي واحداث 2019 الذي قاده عوض بن عوف ضد البشير، نجد أنهما جاءا بعد تدني ظروف المعيشة وغلاء الأسعار وتدهور الوضع الإقتصادي والإجتماعي والتعليمي في البلاد، والغرض من كلاهما هو إنقاذ البلاد مما كانت عليه، ولكن ما نلاحظه هو أن مدبري انقلاب 1989 تتم محاكمتهم على محاولتهم لإنقاذ البلاد.
ولمن لم يطلع جيدا على ما كانت عليه السودان قبل انقلاب 1989 فسيبدو له أنه جريمة وخطأ كبير قام به البشير ورفاقه، ولكن عندما يتم كشف الحقائق تتضح الأمور جيدا بأن الإنقلاب آنذاك وجد تائيدا و قبولا من الشعب السوداني والدليل موجود في فيديوهات في اليوتيوب عندما خرج الكثير من الشعب السوداني صباح الإنقلاب يؤيدون البشير ويؤكدون دعمهم له، كما أوضح لهم هو الآخر في خطابة الأول بعد انقلاب 1989 عندما قال: “أن الإقتصاد قد تدهور بصورة فظيعة وفشلت كل سياسات حكومة الصادق في إيجاد الحلول، وقد ترتب على هذا زيادة التضخم وغلاء الأسعار و أصبح المواطنون يعيشون على حافة الجوع وانهارت جميع المؤسسات التعليمية والصحية وقل الإنتاج بعد أن كان السودان مصدرا للغذاء أصبح يحتاج للدعم ، كما انتشر الفساد في كل مؤسسات الدولة، لذا كان واجبا علينا الإقدام على هذه الخطرة لإنقاذ البلاد من الهلاك”.
لابد لكل من يبحث عن الحقيقة أن يجد أن انقلاب 1989 كان الغرض منه هو حسب الاعلان إنقاذ السودان من الوضع الكارثي الذي نتج عن السياسة الفاشلة لحكومة الصادق المهدي.

وكما هو معروف فقد سبق للبلاد أن شهدت جولات من المحاولات الانقلابية بدأت منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1956، نجحت منها أربع، وقادت منفذيها إلى سدة الحكم، فيما فشلت أخرى، وأدت بالمشاركين فيها إلى الإعدام. وهذه لمحة عن أبرز المحاولات الانقلابية في السودان:
أدى لاستقرار الوضع حتى عام 1985 عندما عصفت ثورة شعبية بنظام النميري.
انقلاب 25 مايو 1969: قاده العميد آنذاك جعفر محمد النميري ومجموعة من الضباط المحسوبين على الحزب الشيوعي والقوميون العرب. ليصبح بعدها النميري رابع رئيس لجمهورية السودان.
لم يتعرض نظام النميري بعد العام 1976 لأية محاولة انقلابية الى ان عصفت به ثورة شعبية عارمة في 6 ابريل (نيسان) 1985 عرفت بـ«انتفاضة ابريل» واعادت النظام الديمقراطي.
* انقلاب يونيو (حزيران) 1989:
تناحرت الاحزاب من جديد بعد الاطاحة بالنميري، ونشطت خصوبة الارض لنشوء الانقلابات العسكرية في البلاد فجاء انقلاب الرئيس عمر البشير في 30 يونيو العام 1989 بمساعدة الاسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي وحزبه المعروف انذاك بـ«الجبهة الاسلامية القومية».
ومنذ 19 ديسمبر الماضي خرج السودانيون في مظاهرات ضد الحكومة التي رفعت أسعار الخبز، لكن سرعان ما تحولت التظاهرات إلى احتجاجات تطالب بإزاحة البشير، وهو الأمر الذي تحقق على يد وزير دفاعه بن عوف.
وفي 30 يونيو/حزيران 1989، نفذ البشير انقلابا عسكريا على حكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي وتولى منصب رئيس مجلس قيادة ما عُرف حينها بـ”ثورة الإنقاذ الوطني”، وخلال العام ذاته أصبح رئيسا للبلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى