التقي البشير الماحي يكتب – الراهن السياسي منذ الاستقلال
اُبتلى السودان منذ الاستقلال بتمرد كان جاهزا ومعد له من قبل المستعمر تم الترتيب له قبل اعلان الاستقلال واخذ الترتيب والإعداد له عدة أشكال بدأت منذ اعلان قانون المناطق المقفولة ١٩٢٢ خوفا من الاندماج الثقافى والاجتماعي وقد بلغ ذروته ان تم منع إرتداء بعض الملابس التى تعبر عن ثقافة معينة مع منع التحدث باللغة العربية وذلك كمقدمة لفصله .
هذه السياسة التى قام بها المستمعر لم تقابلها سياسة من النخب التى سيطرت على المشهد بعد خروج اخر جندى وإن انصب جلها على سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة.
كان أقصى ما يطمح له الجنوبيين فى ذلك الوقت نظام فدرالي بسلطات حقيقية تمكنهم من المشاركة المتساوية فى أدارة اقليمهم حيث أن النخب فى الشمال كانت ترى ان النظام الفيدرالى هو رجس من عمل الشيطان ليثبت الزمان خطل هذه النخب لتعود بعد ان تعمقت الجراح وزادت الشقة بين أبناء الوطن الواحد للموافقة عليها بعد ان سبق السيف العزل .
الان يعيد الزمان المشهد مرة أخرى بعد ان انفصل الجنوب وبذات الشخوص وإن اختلفت الأسماء والاقاليم .
الان ترتفع الأصوات فى عدة اقاليم مصحوبا الامر بمحاولات العسكره وتكوين الملشيات التى تحاول أن توصل صوتها للمركز وذلك بعد المدخل الخاطئ لمعالجة الازمة والتى سببها اتفاق جوبا للسلام فقد نبه الكثيرين للقصور الذى لازم الاتفاقية وقد سارت على نفس نهج الإنقاذ فى سنين حكمها فقد كانت تسعى دوما لسلام فوقى لا يخاطب جذور الازمة بقدر مخاطبة البندقية الأطول فى التمرد حيث كان القادة دوما يبحثون عن وظائف ومناصب شخصية لهم وبما ان السلطة اقل من ان تلبى طموحات الجميع تسعى هذه الحركات للتناسل والتكاثر فصفوف قادتها طويل لا يسع الجميع .
فتتحول مراكز القوى لحركات أخرى تنتظر المفاوضات وبالتالي المناصب وكراسي السلطة .
كيانات جوية مثل مؤتمر البجا و جبهة نهضة دارفور لم تتكون اليوم وهى أقرب تاريخيا لمطالبات الجنوب
لذلك ينبغى الاعتراف ان هناك ازمة يجب حلها بصورة جذرية تخاطب كل مظالم اقاليم السودان دون إستثناء والمدخل الصحيح لهذا الأمر هو التوافق على نظام فدرالي بسلطات حقيقية يعمل على توزيع السلطة والثروة بين اقاليم السودان المختلفة وهى اقاليم غنية بمواردها وانسانها وتعدد ثقافاتها حتى يكون كل اجزائه لنا وطن بحق وحقيقة.
التقي البشير الماحي