محمد البشير حنبكة يكتب: الاتفاق الاطاري وفرص النجاح
ضجت منصات التواصل الاجتماعي بالاتفاق الاطاري الموقع بين العسكر وبعض القوى السياسية بحضور إقليمي ودولي مميّز ،في ظل مقاطعة الجزء الآخر من القوى السياسية،حيث انقسم الشارع حوله بين مؤيد ،رافض ومتحفظ ،فعلى الرغم من تلك التباينات الماثلة في الرؤى إلا أن هذا الاتفاق يعتبر خطوة مهمة في كسر الجمود السياسي وحالة انسداد الافق التي شهدتها الساحة السياسية السودانية عقب انقلاب ٢٥ اكتوبر، ويبقى معيار نجاح هذا الاتفاق وصموده امام التحديات الكبيرة في مدى مرونته وتقبل موقعيه للآراء والملاحظات التي تبديها القوى السياسية الممانعة للاتفاق عقب الجلوس معها بوساطة الرباعية الدولية ،حيث لابد من الرجوع الى تلك الاطراف التي لم توقع ومحاورتها حواراً شفافاً وصادقاً من اجل مزيد من الاجماع ،وبما أن القضية قضية وطن فإنه ينبغي أن تكون نظرات الجميع متجاوزة للاصطفاف الماثل (هم ونحن) ،فالدم السوداني الذي يسيل يوماً بعد يوم والارواح التي تزهق باستمرار بسبب غياب هيبة الدولة تستوجب على الجميع تجاوز الصراعات الحزبية الضيقة و التوافق حول الحد الاني لتكوين حكومة تعمل على تأمين الناس من الخوف وتحسين معاشهم حتى يصلوا إلى الانتخابات وهم آمنون يتمتعون بإرادة قوية تمكنهم من الادلاء بآرائهم واختيار من يحكمهم ،وعلى الرغم من الانقسامات والتراشقات الإعلامية إلا أن المسافات الاطراف ليست بعيدة كما يتخيلها الكثيرون، بل ان كافة نقاط الخلاف يمكن تذليلها بسهولة إذا صدقت النوايا وقُدمت المصالح العليا للبلاد على المصالح الشخصية التي لايمكن الاتفاق حولها ابتداءً ولن يحسمها سوى انتخابات حرة ونزيهة يعرف بها كل حزب او منظومة سياسية قدرها وقيمتها الحقيقية، هذا الاتفاق الموقع رغم الملاحظات الكبيرة التي تتطلب الوقوف عندها إلا أن بنودها قوية تصلح لجعلها اساساً للانطلاق نحو مربع افضل ،فالأمر كله يتطلب شيئين :صدق نوايا واستشعار خطورة الأوضاع الماثلة على الإنسان السوداني.