الفاتح داؤد يكتب للمزايدة وجوه كثيرة الإدارة الأهلية وسقوط الاقنعة
يبدو ان كلمات مثل الحكمة والحنكة والوقار وسامة الرأي،قد بدأت في الانحسار من قاموس التقاليد والاعراف الراسخة للإدارة الأهلية،وحل محلها تغليب المصالح الشخصية للزعماء والبيوتات التي انحدر من السادة الكبار.
فقد ظلت الإدارة الأهلية منذ أمد بعيد تشكل أهم مستوى من مستويات الحكم بالسودان،وظل قادتها اهم اركان الحل والعقد، ليس لسطوتهم وعنف سلطتهم ،لكن لان رجل الإدارة الأهلية حينها كان يشكل أغلبية، وكان الزعيم فيهم كبيرأ ،بترفعه عن الصغائر وباستقامته الأخلاقية ،يستنكف الخوض فيما يفرق الناس، لا يتهافتون وراء مناصب وبتملقون الكبار، ولايقفون أمام أبواب السلاطين، ويصعرون خدهم للحكام فى ذلة وخضوع وانكسار،لايليق بالزعامة ومقتضات المسئولية، لسان حالهم لو أعطوا فرحوا ولو منعوا غضبوا، ولكن اي غضب.
حتي وقت قريب كانت الإدارة الأهلية هيبة ووقار واحترام لان نفوس زعماءها من طينة الكبار، خفاف عند الفزع ثقال عند الطمع يأكلون من حر مالهم،يستمدون سلطتهم من إحترام رعايهم، لذالك كانو يعالجون المشاكل والخصومات في محيط حواكيرهم ،دون إنتظار إشارة سيادي او والى او مدير تنفيذي،لأنهم كانو قادة وريادة ورجال دولة،هم اصحاب التوقيع الإبتدائى والنهائى فى كل الأمور حتى جاءت النسخة “المحورة”المشوهة من بعض زعماء الإدارة الحالية،التي طمست تلك التقاليد وشوهت ذلك التاريخ البازخ .
بئس رجل الإدارة الأهلية الذى يقف على أبواب السلطان، وبئس رجل الإدارة الأهلية الذى يتسكع بين دواوين الحكومة وهو يتأبطا الملفات الشخصية،لايجد حرجأ في اراقة ماء ووجه في سبيل لقاء عابر لا يتجاوز دقائق معدودة،تبدا بأداء فروض الولاء والطاعة، وتنتهي بقائمة من الأوامر وعطية مليارية من أموال السحت.
المفارقة أن بعضهم ظن أن بوسعه فرض خياراته السياسية علي الآخرين من خلال توظيف قضايا المواطنين الخدمية العادلة،في معركة خاسرة مع ذات الوالي الذي يمثل الحكومة التي ظل يتهافت علي أبواب كبارها،بحثا عن الوجاهة المجتمعية .
حتي لايزايد البعض فإن مشروع الحل الجذري لمياه القضارف، مشروع استراتيجي وحيوي وملك لجميع المواطنين، حتي أولئك الذين حصدهم الكلازار ويقاتلون في سبيل الحصول علي جرعة دواء،وكذالك الذين سرقت طفولتهم الأمية وهم لايجدون مدارس تليق بادميتهم،وايضا الذين أولئك الذين ساهموا ولازالو في صمت ودون ضجيج