محمد البشير حنبكة يكتب: ميلاده افزع الحاكم العام .. هل تفزع عودته فولكر
في واحدة من ساعات الاستعمار البريطاني للسودان العام 1936م، استيقظ السير دودز باركر، وكان مديراً لمديرية كردفان، قبل أن يتسلّم لاحقاً وظيفته كوكيل برلماني لوزارة الخارجية البريطانية، قال باركر:(استيقظت من نومي مذعوراً على دويّ أعيرة نارية بضفة النيل الأزرق المقابلة للقصر، فلم يخالجني الشك في أن الثورة المهدية عادت من جديد، هرعت لغرفة الحاكم العام وأيقظته حتى يستعد لمواجهة الموقف، ثم امتطينا سيارته وعبرنا الجسر إلى بحري، أوقفنا السيارة بطرف المدينة وأرسلنا السائق ليستطلع الأمر، عاد إلينا مبتهجاً يكاد يطير من الفرح، وأخبرنا أن السيد علي الميرغني رزق بولد، أطلق عليه فيما بعد، محمد عثمان الميرغني).
يحتفظ أرشيف السادة المراغنة ببرقية غاية في دقة اللفظ وتأكيد التواصل وسعة الأحباب والمريدين (كماً ومكاناً وكيفاً)، بعث بالبرقية السيد علي الميرغني لأهالي قرية القرير بمحافظة مروي في شهر محرم من العام 1936م، جاء فيها:
(من رق مولاه الغني علي ميرغني، الى محبينا المكرمين: الخليفة محمد أحمد عوض والخليفة سيد أحمد عوض والخليفة محمد صالح عوض والخليفة ميرغني حمد والخليفة يوسف محمد عوض والخليفة علي عوض والخليفة عبد الرحيم محمد والخليفة سيد أحمد العجمي والخليفة طه علي بروس والخليفة علي مدني والخليفة النضيف حمد ومحي الدين أحمد عوض ومحمد محمد عوض ومن معهم .. تولاهم الله.
وصلنا خطابكم المتضمن شعوركم الجميل وتهنئتكم الطيبة الخالصة لنا بالمولود (محمد عثمان الميرغني)، فشكرناكم على ذلك جزيلاً ودعونا لكم بالخير والبركة. علي ميرغني ـ محرم 1936م).