منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

وسط واقع صحي متردٍ.. حميات وأوبئة تنتشر في السودان

الخرطوم- نشأت الإمام

في ظل وضع صحي متردٍ ظل يعاني منه السودان منذ جائحة كورونا الماضية، ونقص حاد في الأدوية والمعينات الطبية ومراكز الرعاية الصحية، أعلنت وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بشمال كردفان بتسجيل 23 حالة اشتباه جديدة بحمى الضنك ليرتفع عدد حالات الإشتباه إلى 421 حالة معلنة منها 11حالة بعنبر العزل، واكدت الوزارة عدم وقوع حالات وفاة جديدة عدا المرصودة سابقاً البالغة 5 وفيات.
وكشف المدير العام لمستشفى الأبيض التعليمي د. مصطفى قدرى، بانهم بالمستشفى يعانون عدم توافر أبسط المقومات الطبية والمعقمات لاداء مهامهم أمام جائحة حمى الضنك، وأضاف في تصريحات صحافية: “حتى كهرباء المستشفى في ظل هذه الظروف القاهرة يتم شراؤها من موارد المستشفى علما بأن الوضع الآن أصبح وضع طوارئ صحية بالولاية بسبب وباء حمى الضنك”.
من جهتها طالبت لجنة أطباء السودان، بإعلان حالة الطوارئ بولاية شمال كردفان بعد الانتشار الكثيف لحمى الضنك، وتوفير كل الموارد اللوجستية والفنية والمالية والطبية لمجابهه هذا الوباء.
ولم يكن وباء حمى الضنك هو الوباء الوحيد الذي كشف ضعف الرعاية الصحية في السودان حيث تزامن الوباء مع انتشار وباء جدري القرود، وعودة الإصابات بفايروس كورونا،
وقالت وزارة الصحة مطلع هذا الشهر في بيان إن حالات الاشتباه بمرض جدري القرود وصلت إلى 287 حالة منها 18 إصابة مؤكدة وحالة وفاة واحدة، حيث ينشر المرض أكثر في ولايات غرب دارفور، القضارف والخرطوم.
وسجل السودان أولى إصابات جدري القرود في 31 تموز (يوليو) الماضي لطالب يبلغ من العمر 16 عامًا بولاية غرب دارفور، مما حدا السُّلطات إلى إعلان خطة لمجابهة المرض تقوم على تفعيل الرصد الميداني والتقصي في المعابر الجوية والبحرية والبرية.
وكشفت وزارة الصحة أيضاً عن زيادة في حالات الاشتباه بجائحة كورونا، حيث سجل الأسبوع الماضي 42 حالة اشتباه و6 إصابات مؤكدة.
ويعاني السودان من نقص حاد في الأدوية واللقاحات، هذه الأيام على وجه التحديد، تعاني المستشفيات الحكومية من نقص حاد في الدواء المجاني ، وما يتوفر منه في الصيدليات يباع بأسعار مضاعفة.
والأدوية المجانية هي التي تصنفها وزارة الصحة بأنها (أدوية منقذة للحياة)، ويعزي مراقبون ذلك للضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد عقب توقف الدعم الخارجي والمعونات الأجنبية بسبب (الانقلاب).
والأسبوع الماضي كشفت لجنة صيادلة السودان المركزية عن انعدام الأنسولين (الذي يستخدمه مرضى السكري) بالصيدليات الخاصة لقرابة الشهرين.
وأكد عضو لجنة صيادلة السودان المركزية بهاء الحاج في تصريحات صحافية أن الانسولين متوفر بنسبة ضئيلة في الصندوق القومي للإمدادات الطبية، ونوه إلى أن الصندوق يغذي صيدليات الإمدادات في ولاية الخرطوم البالغة (5) صيدليات فقط بكميات محدودة من الأنسولين، أوضح “إنها لا تكفي المرضي خاصة و أن المريض يحتاح إلى (3) عبوات في الشهر و يصرف له عبوة واحدة فقط”.
وكذلك شهدت الفترة القليلة الماضية ندرة في علاج مرض السرطان، وبعد أن كان يوزع على مراكز تقديم الجرعات بأسعار شبه مجانية، أضحى الحصول عليه يكلف مبالغاً طائلة، وبطرق خاصة بعيدة عن المظلة الصحية الحكومية.
وارتفعت أسعار الأدوية بشكل عام بما يقارب 150 بالمئة من سعرها الأساسي، ويعزي المراقبون ذلك لسياسية تحرير سعر الصرف وعجز الحكومة عن توفير العملة الأجنبية للمستوردين، مما يجعلهم يشترون العملة بأسعار السوق الأسود، ويضيفون هذه القيمة لسعر الدواء.
وقال د. عاصم بكري خبير الأوبئة والأمراض المستوطنة، أن هناك عوامل كثيرة تجعل السودان بلداً يمكن أن يشكل بيئة حاضنة لكل الأوبئة والأمراض العابرة للحدود، وذلك “لتهالك البنية الصحية وضعف الإمكانات”.
وأكد بكري في حديثه ل”النهار العربي”، أن البلاد لم تتعافى بعد من آثار جائحة كورونا، وأن التعامل حينها مع الجائحة لم يكن بالتجهيز المناسب، حيث عانى المرضى من قلة أماكن العزل الذي اقتصر على (جبرة) جنوبي الخرطوم، ولقي الكثير من المرضى حتفهم جراء انعدام أبسط مقومات الرعاية مثل الأوكسجين”، وأضاف: “الآن مع ضعف التثقيف الصحي وتهالك البنية الصحية الذي يفترض بها توفير الرعاية الصحة والكشف والتبليغ عن الأمراض بصورة راتبة، دخل وباء جدري القرود إلى السودان، وانتشر في عدة ولايات دون وجود تجهيزات كافية لعزل المرضى، وكذلك تأخر اكتشاف المرض يؤدي لأن يشكل المريض بيئة حاضنة للمرض وبؤرة لانتشاره، خاصة مع سهولة الحركة بين الولايات المختلفة، وخاصة الولايات التي تشهد حركة تجارية وأسواقاً كبيرة إذ يتواجد بها أشخاص من مختلف الولايات، يلتقون ويحملون العدوى من بعضهم البعض وبعد ذلك يعودون إلى ولاياتهم ليسهموا في نشر الوباء”.
وعن مرض حمى الضنك الذي ينتشر بسرعة هذه الأيام، شدد بكري على أهمية الاهتمام بنظافة البيئة “إذ تجب مكافحة البعوض الناقل للمرض، وذلك عبر ردم البرك وإزالة الأوساخ من الشوارع والطرقات، وأهمية الرش الجري للمبيدات، وهذه الأشياء تتطلب تضافر جهود جهات عدة، وكذلك الاهتمام بالمراكز الصحية في الأحياء والقرى حتى تسهم في الكشف المبكر عن المرض، وتوفير الأدوية والعلاجات لها حتى تخفف الضغط من المستشفيات الكبيرة”.
وناشد بكري السلطات بدعم الأدوية واللقاحات التي تستخدم في مكافحة الأوبئة، وأن “يتم اعلان حالة طوارئ صحية، وأن تكرس الدولة جهدها ومواردها من أجل الحفاظ على حياة الإنسان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى