منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

جرأة قلم دارالسلام علي حرب القونات

ضجت الأسافير الأيام الماضية بخبر ترشُّح المطربتين هدى عربي وندى القلعة لأوبريت النشيد الوطني العربي.
أول من نشر الخبر كانت هدى عربي، حيث قامت (فرحانة) بنشر خبر اختيارها للمشاركة في أوبريت عربي ممثلة للسودان، وبعد أيام من نشر الخبر، تفاجأ بعض من رأوا المطربة ندى القلعة بمقعد (vip) بإحدى الطائرات متجهةً إلى دولة الإمارات، ولم تحدد نوع الزيارة، إلا أنه بعد سويعات فقط نشرت ندى صوراً لها من دولة الإمارات، وتأكد الجميع أن ندى (شلبت) هدى مع سبق الإصرار والترصد، ولم توضح ندى سبب سوء الفهم الذي حدث ولم تخرج مشهرة للجميع دعوة مشاركتها في الأوبريت، كما فعلت هدى.. (ندى عملتها سكويتي) (والله جد)!
ورغم أن هدى لم تخرج و(تردح) كعادتها ردّاً على (طعمجة) البعض في تعليقاتهم عبر صفحتها الرسمية -كما كانت تفعل-، إلا أن خبراً تصدر عدداً من الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، أكد فيه مدير مكتبها محمد كنيش، أن هدى تعاني ضرراً نفسياً كبيراً، وحالتها النفسية سيئة، ومستاءة جداً من المؤامرة التي حدثت لها، وأنهم تلقوا دعوة رسمية من دولة الإمارات بمشاركة هدى عربي في أوبريت تمثل فيه السودان، ولكن (فاجأني النهار) تفاجأوا بعد استعداد الفنانة للمشاركة باتصال من الفريق المنظم للحدث، أفادهم بعدم قدرتهم على إرسال تأشيرة للفنانة، وأنهم اكتشفوا تمثيل ندى القلعة بدلاً عن هدى في أوبريت النشيد الوطني من دون توضيح أو اعتذار لهدى من قِبل الجهة التي قدمت لها الدعوة، واصفاً هذه الخطوة بالمؤامرة (تخيل)!
ولكن، هل بت العربي أو بت القلعة “مناسباتان” لهذا التمثيل أمام الوطن العربي، وهل يتمعن بمقدرات صوتية تسمح لهن بالغناء دون نشاز، وما هي الجهة التي تحدد أولوية المشاركة سواء لندى أو لهدى، رغم أن ندى القلعة تعد من الفنانات اللاتي يتمتعنّ بجمهور عريض جداً، إلا أن غناءها لا يخرج عن طور الحماسة، ولا أعتقد أن صوتها يمكنه مجاراة أصوات عربية محترفة، وقد لا تتماشى طبقة صوتها مع الأناشيد الوطنية التي تعزف بسلم محدد وتوزيع معين يحتاج إلى صوت قوي ودافئ.
وأيضاً، هدى عربي بعيدة كل البعد عن هذا التمثيل، فقد اشتهرت هنا بالغناء والرقص الاستعراضي معاً، وقد لا يمكنها السيطرة على نفسها أثناء الأداء رغم أن خامة صوتها جميلة جداً، ولكن، وزن طبقات صوتها على أغنيات وسلم وتوزيع محدد.
لذلك فالفن ليس بأقدمية الظهور وشكله، والتمايل أمام الجمهور، فهنالك أشياء لا بدَّ من أن يتصف بها الفنان وأعنى هنا الفنان وليس (القونة) فكثير من المطربات رغم طول مشوارهن إلا أنهن ما زالن في قوقعة (القونة)، ولا يمكنهن الخروج منها بسهولة، فما بين الشخص الذي نصفه بفنان وهؤلاء القونات مساحات شاسعة من الخبرة والمعرفة والثقافة والسلوك والمظهر العام (والله جد).
لقد كان أول تعليق لمَنْ مرَّ عليهم الخبر أن لا هدى ولا ندى يصلحنّ لتمثيل السودان في أوبريت النشيد الوطني للدول العربية الذي سيقام في حفل ختام تحدي القراءة العربي في موسمه السادس بإمارة دبي في العاشر من نوفمبر القادم، وذلك بمشاركة و22 مليون طالب من 44 دولة، وهذا ليس تقليلاً من مكانتيهما الفنية. فبالتأكيد، كلاهما لديه جمهور عريض جداً ومشوار في الساحة الغنائية ويتمعا بصوت جميل، ولكن في رأيي أنهما غير مناسبتين للمشاركة في أوبريت. فالتحدث عن أوبريت يعني أنه لا بدّ للشخص أن يمتاز بطبقات صوت محددة. مثلاً طبقة الصوت التي تسمى بـ(السوبرانو)، وهو أقوى صوت نسائي ويأتي في الطبقات الموسيقية العليا مثل صوت المطربات: أسمهان، صباح، ماجدة الرومي، و(الميزو سوبرانو) هو الصوت الرخيم و(الكونترالتو) وهو صوت منخفض.
هذه الأصوات النسائية الغنائية، قادرة على أداء الغناء في الدرجات الصوتية العالية، وهنا غالباً ما يواجهن بعض المشكلات أثناء الغناء، دون أن يخترن الطبقة الموسيقية المناسبة لأصواتهن عند الغناء، بسبب علو الطبقات الصوتية في اللحن. وأعتقد أن توزيع أبيات وموسيقى الأوبريت ستكون بطبقات عالية تحتاج إلى صوت عال. وهنا لا بدَّ من معرفة مقام الأغنية التي ستؤديها وأن تطّلع على سير النغم في الأغنية وطبقاتها الموسيقية، فإن كانت ملحنة في الطبقات الموسيقية العالية ستجد هدى صعوبة في الغناء، وأيضاً ندى سيختفي صوتها مع (البحة).
لذلك أعتقد أنهما ليس لديهما القدرة على هذا الأوبريت الذي يحتاج إلى أصوات محددة، لتتمكن من الغناء بطبقات صوتية مرتاحة دون الضغط على الحنجرة ويظهر جمال الصوت والأداء. كان الأجدر من اللجنة المنظمة للاحتفال أن تختار فناناً متمكناً وذا صوت عال ولا يتأثر بالطبقات العالية.
هناك أسئلة تطرح نفسها: كيف يتم اختيار المشاركين في هذه الاحتفالات؟ وما هي الجهة المعنية بذلك؟ وماهي شروط الاختيار؟ وهل للأمر علاقة بدفع أموال (تحت التربيزة) ليتم الترشيح والقبول؟ وما علاقة الأمر بالكيزان؟ وأين دور اتحاد المهن الموسيقية من ذلك؟ وأين وزارة الثقافة والإعلام؟ وهل أننا سنشهد حرب (قونات)؟!
جرأة أخيرة
هل ولا ما هل؟!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى