هويدا عثمان تكتب : خلع جلباب الاحزاب والقبليةهويدا عثمان تكتب : خلع جلباب الاحزاب والقبلية
قبل سنوات مضت وجهت سؤالا للخبير الاستراتيجي د/محمد حسين ابوصالح _ أظنه أن طبق وقتها لجنبنا الكثير من المشاكل والأزمات التي نعيشها اليوم _ كيف يحكم السودان دون مشاكل ؟ فقال لي لا يخلو بلد من المشاكل ولكن يمكن التحكم فيها عبر الالتفاف حول مشروع وطني والالتزام بتنفيذه ، حديث خبير وعالم لم نأخذ به وهذا مشكلتنا في السودان علماؤنا وخبراءنا نعتبر توصياتهم محض حديث اكاديمي بحت لا يعتد به في عالم السياسة ، حديث د/ ابوصالح هذا سمعته بالحرف قبل ايام مضت في ندوة عامرة بالعلماء والخبراء وغاب عنها السياسين كعادتهم في مثل هذا المحافل المهمة ندوة نظمها منتدى الرؤية والفكر والتنمية والسلام ضمن سلسلة حلقاته للمشروع الوطني لبناء الدولة السودانية الحديثة بعنوان “نحو رؤية جديدة لحكم السودان ” مااعجبني جدا في هذة الندوة عبارة اعتبرها العصا السحرية لحل جميع مشاكلنا كسودانيين هي (خلع جلباب الاحزاب والقبلية) جميع المتحدثين من علمائنا وخبرائنا الاجلاء أجمعوا على انسداد الافق السياسي في البلاد ولفتوا لضرورة جلوس الشعب السوداني في حوار سوداني سوداني دون تدخل اي جهة ليتحدث عن مشاكله في مائدة مستديرة بشرط خلع جلباب الأحزاب والقبلية دون ذلك لا يكون هناك حل خصوصا أن مشكلة السودان أصبحت مرتبطة بقيمة السلطة والثروة التي فجرت بدورها مشكلة القبلية لذا لابد من وضع المرجعية الفكرية التي تنبثق منها الاستراتيجية القومية ، و الاستراتيجية ليست عب علي الدولة كما يتوهم البعض فمجلس الحكم والإدارة هم نفس الوزراء المناط بهم تنفيذ الاستراتيجية ، علماؤنا الاجلاء افاضوا في تشريح الأزمة وعملو مبضع الجراح الماهر لمعرفة الداء و تشخيص الدواء وأشاروا إشارة بسيطة إلى عدم ربط الموهلات العلمية بالسياسة ولكنهم اقرو في ذات الوقت باهمية الموهبة السياسية في تطوير الأداء و بأهمية العلم اذا ما توفر في السياسي، ولخصوا ازمات السودان في جملة اشياء هى اننا شعوب وقبائل في بلد بحجم قارة تمتاز بترهل الطرق في ظل انعدام البنيات الأساسية الامر الذي جعل السودان اغني وافقر دول العالم كذلك وجود ثقافات وتقاليد وعادات وأخلاق واثنيات و كلها جيدة الا انها ترسخ للأجيال بوجود عيوب في الشخصية السودانية وهنا تأتي صعوبة ان تحكم الحكومة المركزية بلد متعدد الاثنيات والجغرافيا ، كذلك مشكلة السودان في الدساتير والمواثيق و يأتي ذلك للفراغ الموجود بين النظرية والتطبيق ، علماؤنا حملو وزر تعطيل المشروع الوطني في البلاد بجانب الاحزاب للصوفية والقبلية ، وجاء السؤال المحزن وهو لماذا فشلنا في إدارة حكم السودان حكما مستداما ومستقرا في الحقب السابقة ؟ للإجابة على هذا السؤال وللاستدامة في الحكم قالو ان علينا معالجة ازماتنا واحدة تلو الأخرى والتي تحتاج لسنوات والبعض الآخر يحتاج لحسم بالقانون ، ازماتنا هذة نرجعها الي التنشئة السياسية والوطنية في ظل وجود قوة شد تجذبنا للاسرة الممتدة مما ادي لصعوبة تطبيق الديمقراطية بجانب ازمة الاندماج الوطني وازمة منهج المعارضة في الإحاطة بالاخر مقابل أزمة التمكين وتجميع الاضداد ضد الذي يعتلي السلطة وكما هو حادث الان الحرية والتغيير اجتمعت لإسقاط النظام السابق وبعدها تشتت شملهم وادخلوا البلاد فيما نراه الآن كذلك لدينا أزمة تطبيق الايدولوجية المناسبة واالمطلوبة ، كما أن هناك أزمة الاستعانة بالاجنبي وتجذر ذلك في الثقافة السودانية ، وازمة السودان كبلد للهجرات بسبب حدوده المفتوحة مما يصعب إدارة الأمر ، وازمة السودان لتكيف أوضاعه ، فضلا عن أزمة الفشل في صياغة القانون ، وازمة العجز في استقلال التنوع الموردي ، بجانب أزمة التعليم التلقيني الذى لايخلق عقول مبدعة ومنتجة، وعدم توفر الوقت للمتخاصمين لوضع استراتيجيه ،وعدم السمو بالفكر والارتقاء بالرغبة وكذلك التهميش الذي يودي الي الاقصاء والقضاء علي الدون ، ولكن مع كل هذا هنالك القليل من التفاؤل من إصلاح حال السودان بتدارس هذه القضايا خصوصا ان الشعب علي وعي بالبرامج لابد من الاختيار وفقا للبرامج المطروحة ، أن البشرية لم تصل لحكم ليس به أحزاب حتي الآن لذلك علينا الاستفادة من التعدد والتباين للوصول لنظام حكم ايجابي بالبلاد ولتحقيق ذلك لابد من الاقتناع بأهمية الانتخابات القومية المزدوجة ليكون لكل شخص صوتين ، كذلك الاقتناع بضرورة وجود قيم ثقافية وسياسية ودينية وعلى الحكومة اختيار افضل انواع الحكم حتي لا تتقزم كما ان كثرة المجالس في نظام الحكم تساهم في زيادة التكلفة ، و لابد من وجود مجالس تجمع المختصين في الأنشطة المختلفة من المعلوم ان كافة الأنظمة في العالم تبتدع نظام التمكين والاتيان بانصارهم، لكن التاريخ لاينتظر و الانقلابات العسكرية لا تحدث من فراغ بل تأتي من ملل المواطن من النظام الديمقراطي الغير مجدي اذا علينا ان نشتري الوقت بنفسنا لعمل الإنجازات حتي تأتي الانتخابات المقبلة ، ان السودان سيظل متماسك في المستقبل ، لكن هل العالم سيكون موجود في ظل الازمات التي تحيط به في ذلك الوقت ؟ العالم كله أصبح في كف عفريت ، من الحكمة والعقلانية خلق نظام ديمقراطي مستدام في الفترة الانتقآلية ، والوصول الي النظام الديمقراطي المستدام يتم بالمضي نحو التعافي الوطني من أجل استدامة الديمقراطية وذلك بضرورة تأسيس المفوضية القومية لاستدامة الديمقراطية و الالتزام بالمرونة والشفافية والديمقراطية فى اختيار مكاتبها بوضع معايير كالنائب المرشح للولايات الي عدد من معايير لاختيار من يمثلون أجهزة الحكم فى البلاد بما يودي لاستدامة واستقرار نظام الحكم فى البلاد ، مع ضرورة الاستفادة من العلم في المسؤولية الوطنية، ثم طرح السؤال الهام والمحوري كيف يحكم السودان ؟ وكانت الإجابة من الجميع بأهمية التفاف الشعب السوداني حول المشروع الوطني والالتزام بتنفيذه وصولا للأمن والاستقرار الوطني وتحقيق اهداف الحكم فى البلاد والوصول للديمقراطية ، واختصار السلطة علي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء علي ان يحددا صلاحيتهما ، و ان السودان دولة في طور التخلف تحتاج لكي تكون دولة متجانسة لحكومة قابضة،