محمد عبدالقادر يكتب: حميدتي.. (حصاد التغيير) و(الاكل من الكوش
خواتيم الاسبوع المنصرم كنا ضيوفا على دار الاخ الحبيب رجل الاعمال محمد المنا العامرة ، الرجل بسماحته وتمدد علاقاته وقدرته على ادارة الازمات يشرف مع اخرين على ملف جمع شمل مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل، ويدير جهودا متصلة لاعادة المشروع الى سيرته الاولى..
ضيف شرف اللقاء كان سعادة الفريق اول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادى وقائد قوات الدعم السريع، لن اتجاوز موضوع المناسبة التى جمعت العديد من قيادات ورموز الجزيرة والمناقل على راسهم استاذي الحبيب الدكتور على شنو وكبار رجال الاعمال والاقتصاد والزراعة فى السودان…
توقفت كثيرا عند كلمة الفريق اول حميدتي والذى اعتاد ان يضع الملح على الجراح بعفوية جعلت الحاضرين امام مشهد محبط ومؤلم لم استطع ان اتجاوزه لانه لخص حصاد الهشيم الذى انتهت اليه البلا بعد التغيير، حميدتي ابتدر خطابه للحضور من رجال الأعمال وخبراء الاقتصاد والزراعة وقيادات المزارعين بالحديث عن ما الت اليه اوضاع الناس بعد التغيير ، الرجل قدم ملخصات مفزعة واعترافات جهيرة وموجعة وهو يتحدث عن ما وصل اليه الحال من ترد اقتصادي حمل الناس لان ( ياكلوا من الكوش) على حد تعبيره.
حميدتي كان واضحا فى حديثه للحضور (رجعنا بعد التغيير الناس بتاكل من الكوش والسودان تاخر بسبب الفساد)..
حميدتي كان يتحسر على التغيير ( الذي قال انه كان عظيما) قبل ان يتابع: (لكن المجرمين والمفسدين ما خلوهو يمشي ).
الحسرة حملت حميدتي على اجترار ما ترتب على التغيير بالم كتير، والتاكيد على ان الفساد هو السبب فى تاخر السودان قبل ان يدعو لمحاكمة اي فاسد سواء كان تاحرا ام سياسيا..
حميدتي قال ان ما حدث من تغيير سبقته ازمة سيولة حادة ومضي للقول فى الخمس اشهر الاولى للتغيير هبط الدولار من ( 98) الى ( 48) ، ومع انعدام السيولة والحديث لحميدتي (وفرنا فى الشهر الاول الرواتب فى الثامن والعشرين من الشهر مع 32 تريليون وفى الشهر الثاني تم صرف المرتبات فى ذات التوقيت مع توفير 64 تريليون، وتابع: بعد هذا وفرنا لحمدوك (120) تريليون فى بنك السودان مع وجود (200) تريليون مطبوعة وحقها مدفوع )..ومضى الى القول ( لكن العرفو لينا منو شيطنونا وطلعونا من النيجر ومالي) .
الحسرة التى ملات خطاب حميدتي حملت مؤشرات لابد من قراءتها وتاملها جيدا فى زحمة التداول العاطفي لازماتنا الكبيرة والرجل الثاني فى الدولة يدعو اهل المال والاعمال لتفقد الناس فى المستشفيات ورحمة المساكين ويعلي من صوته : ( يا ناس المليارات لازم نخش المستشفيات فى الناس الماقادرين ياكلوا وما قادرين يغسلوا) ، مما يحمد لحميدتي قوله ان هذا الحديث لايعني تحميل رجال الاعمال المسؤولية عن ما الت اليه اوضاع الناس) وانهم كمسؤولين يتحملون المسؤولية التى لم يسعوا اليها وانما فرضتها عليهم ظروف محددة.
حديث حميدتي كان موجعا فى دار الحبيب المنا والجميع يتداعون لانقاذ مشروع الجزيرة والمناقل، وسط مقترحات وروشتات حررها بوعي مسؤول معظم المتحدثين من بينهم البروفيسور على شمو الخبير والعلم ومصدر الحكمة والدكتور وجدي ميرغني احد كبار المستثمرين فى مجال الزراعة والاستاذ فارس النور مستشار الفريق اول حميدتي..