
احتاج سيدنا عمر رضي الله عنه إلى رجل يسد له إحدى الثغرات الإدارية المرتبطة
بالمواطن فطلب من الصحابة أعانته على ذلك بالبحث معه للوصول للرجل
وبعد فترة من الزمن أشار له الصحابة على رجل ذو مقدرة ادارية عالية
فأرسل له
حضر إليه الرجل في منزله وعند دخوله وجد سيدنا عمر يلاعب في أحفاده فوقف الرجل عند هذا السلوك رغم أن سيدنا عمر صرف الأحفاد عند وصول الرجل واستقبله بحفاوة
الآ ان الرجل أصر أن يبدئ رأيه في ما رأى فقال لسيدنا عمر عجبت مما رايت
قال له سيدنا عمر وماذا رايت؟
قال له أمير المؤمنين يلاعب الأطفال!
ابتسم سيدنا عمر وقال له هل لديك أطفال؟
قال له نعم
قال سيدنا عمر وكيف تتعامل معهم ؟
قال له لم أقبل طفلا وعندما ادخل البيت يصمت الجميع
قال له سيدنا عمر لقد طلبتك وأتيت بك لاعينك لتدير شان الناس ولكن قسوة قلبك هذه لا تجعلك تصلح لهذا الأمر
فالمعايير دقيقة في إدارة الشأن العام
والرسول (ص) عند فتح مكة وعند دخولها وبعد أن تيقن أهل مكة أن الرسول (ص) منتصر لامحال التقى ببعضهم فقال لهم اتدرون ماذا فاعل بكم
قال له كريم وابن اخ كريم
قال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء
فكان باستطاعته أن يفعل بهم الأفاعيل ويشبع غضبه وغبنه ويقتص لنفسه من أهل مكة اللذين اذاقوه شتى أنواع العذاب ولكن عندما حقق الهدف الاسمي المطلوب منه أسقط حقوقه الخاصة
والآن القائمون على امر السياسة في السودان لا يتعاملون مع السياسة علي انها فن الممكن ويخلطون الخاص بالعام بل الكثير منهم يضحي بالمواطن والوطن من أجل الحزب
فما نراه الآن خير دليل علي ذلك
فالخلافات الوهمية والمكاسب الضيقة وولاء الأحزاب الضعيف للوطن جعلت النظرة مختلة و الرؤية مختلة واصبح الذي يسيطر يصفي حساباته مع الآخر على حساب الوطن لذلك فإن حركة السير قد اعيقت واصبح السودان في مهب الريح