هويدا عثمان تكتب هل نكتفي بحب لا ينتج قمحاً ووعداً وتمني؟
( أن الجميع يحب السودان كل على طريقته، وأن الجميع يريد له الخير ويتلبسنا الخوف والقلق العميق من مآلات الحال وتعدد الجبهات والمناورات والمبادرات لكن هل نكتفي بحب لا ينتج قمحاً ووعداً وتمني؟ ) تلك هي كلمات القيادي بالحرية والتغيير ووزير الصناعة السابق ابراهيم الشيخ تتبعت حديثة كاملا ووجدته (روشتة ) لحل جميع مشاكلنا في السودان الرجل قال بان فش الغبائن لن تجني منه البلاد إلا الشوك والعدم، وان الناس قد اضناها طول الانتظار والرهق من التعب وآن للشعب الصابر والصامد ان يستريح من طول الطريق الذي استغرق كل سنين الاستقلال وان الحل ليس مهمة مستحيلة، كل المطلوب فقط تنازلات من هنا وهناك ترأب الصدع وتبرئ الجراحات وتقيم عدالة انتقالية تفتح الطريق للحرية والسلام والعدالة والانتخابات وممارسة الديمقراطية، وأنه لا مناص لنا كسودانيين من قبول بعضنا البعض.، وفتح أفق جديد ، وصفه كاملة الدسم لو التزمنا بها جميعا بمختلف توجهاتها شيبا وشبابا رجالا ونساء لانصلح حال بلادنا خصوصا ان المشهد السياسي الان به تعقيدات عدة، إذ يواجه المواطن أوضاعاً بالغة السوء، إضافة إلى التشظي في أطرافه ما أدى إلى اختلالات أمنية وصراعات قبلية بدأت تطفو للسطح، وذلك نتيجة غياب مؤسسات الدولة عن ممارسة مهامها، ساعد على ذلك أيضاً عدم الاستقرار السياسي بسبب الصراعات بين مكونات المجتمع من قوى سياسية متناحرة لا يجمع بينها أي اتفاق على الحد الأدنى من أجل الحفاظ على الوطن ،كل هذه الأسباب نجدها مرتبطة بشكل أساسي بغياب الحس الوطني وتقديم المصلحة الوطنية على المكاسب الحزبية والشخصية للحفاظ على البلاد من شبح الانهيار، الأمر الذي يتطلب من النخب السودانية التنبه لخطورة هذا الوضع حتى لا نفقد الوطن، بالتالي مطلوب من كل المكونات السياسية والمجتمعية وضع المصلحة الوطنية في المقدمة والوصول إلى اتفاق حد أدنى حتى ننقذ السودان من شبح الانقسامات والتشرذم، بخاصة أن المكون العسكري أبدى استعداده للابتعاد عن المشهد السياسي بصورة كاملة ووضع الكرة في ملعب القوى السياسية المدنية للتوافق حول حكومة مدنية كاملة تدير البلاد في هذه المرحلة الحرجة من عمر الانتقال، لذلك لا أرى مبرراً موضوعياً دون اتفاق هذه القوى على الحد الأدنى ، وكما قال ابراهيم الشيخ الذي يرقد الان طريح الفراش الابيض بقاهرة المعز ونتمنى له عاجل الشفاء ان الإقصاء المتبادل، ترك الكثير في النفوس من أحقاد وغبائن، وأنهم لم يغادرو محطة الجامعات التي اورثتهم كل هذا الصراع المميت منذ أن كانو طلاباً ونقلو تلك العدوى إلى أحزابهم التي ينتمون إليها، الكل يريد أن يهزم الآخر المغاير”.ومضى في القول: “لن أقول إنه متاح لنا ان نقفز على الكثير من الجراحات هكذا بكل يسر وفجأة، مع أنني أتمنى ان اصحو ذات يوم وقد اغتسلنا من كل ما ران في النفوس وتطهرنا من أدران الماض في زمن سابق كنا صنعنا أملاً اننا يمكن ان نعمل معاً رغم تبايننا ونلتقي في منازل بعضنا نتحاور ونتفاهم ونخطو للأمام، تعثرت الخطى ولم ينقطع العشم رغم ما كان ورغم الثورة. احس اليوم انني اتحرر من اسري ومن قيودي كلها ولا أرغب في هزيمة احد. فقط الانتصار لوطننا وشعبنا الذي يستحق الأفضل والأجمل”. حديثه حديث عظيم يشفي النفوس من جراحها لو استمع الجميع له واعتبرهو نداء الوطن ، الوطن الذي يكاد يضيع من بين أيدينا ونحن نتصارع على أشياء لن تقدم له سوى الخراب والدمار ، هلموا وتعالوا إلى كلمة سواء ليكن شعارنا قولاً وفعلاً “السودان أولاً وأخيراً” فليقف الجميع مع هذا الدعوة الصادقة لحل قضايانا وجعل السودان يسرع الى الامام ينبغي على السودانيين بمكوناتهم المختلفة من احزاب سياسية و مكونات مجتمعية من طرق صوفية و ادارات اهلية و نخب أيا كانت ، أن تكون قضيتهم وشغلهم الشاغل السودان الوطن المكلوم يكون او لا يكون ، القوى السياسية في كل تصربحاتها و خطاباتها العامة تعترف ان الحل يكمن في التحول الديمقراطي و لكن يحول دون تحقيق هذا المطلب الصراع المقيت على المناصب لذلك ينبغي على قيادات العمل السياسي النظر بعيون الإنسانية قبل السياسة الى واقع البلاد المازوم و المتردي ، حيث ان الوضع العام شكل مجموعة من الاشكالات في الاقتصاد و المعيشة و الخدمات من الصحة و التعليم و اختراق الأمن و ظهور الفوضى و استعلاء القبلية و المناطقية و سيادة خطاب التمييز و الكراهية و سيطرة افكار و مفاهيم لا بد من معالجتها بالعلم الصحيح ، اختم حديثي واقول ان السبيل الوحيد الى بناء نظام ديمقراطي يتأسس اولا واخيرا على فتح منصات الحوار و التفاوض و تغليب النظرة الوطنية على الانانية و الاثرة و النظرة الذاتية حينها فقط سنبني السودان .