رندا يوسف تكتب – ملاء الدنيا وشغل الناس سيف الدين حسن” الأسمر” الذي نحت اسم السودان علي الصخور
فتحت لنا الاعلامية النابه شموخ عمر الباب علي مصرعيه للولوج الي عوالم المخرج العالمي سيف الدين وهي تقدم إضاءة قيمه عن مشروعه الإبداعي الذي يعد من أهم المشاريع التي اسهمت في تحسين صورة السودان في وقت ناصبه فيه الجميع العداء
سيف الدين حسن الآن يتصدر المشهد الثقافي وهو يطرح مشروع شبابي سيفجر الكثير من الطاقات وسيرفد الساحة بوجوه جديدة تقود حركة التغير وهنا أعني مهرجان الخرطوم لسينما الموبايل الذي سينطلق في مطلع نوفمبر المقبل برعاية كريمة من شركة ارادة للتمويل الأصغر وشركة سوداني للاتصالات
واحسب أن هذا المشروع لايقل أهمية عن أرض السمر أو الوثائقيات التي قدمها سيف الدين وابهر بها العالمي وحصد من خلالها عشرات الميداليات ولكن يبقي مشروع أرض السمر هو الأسير الي نفسي فقد
كنت علي قناعة تامة ان سلسلة أرض السمر للمخرج الخلاق سيف الدين حسن ستملاء الدنيا وتشغل الناس من واقع الجهد الكبير الذي بذله فريق العمل في تقديم رؤية مختلفة عن السودان ولم يخب ظني فقد ضجت الاسافير ووقف الجميع مبهورا امام عمل احسب انه يمكن ان يغير الكثير من المفاهيم المغلوطة عن السودان عمل توفرت له امكانيات تقنية عالية مكنته من ان يقدم صورة غاية في الابهار والادهاش .والشاهد في ذلك ان هذا العمل التاريخي يجد متابعة غيرمسبوقة وهذا ان دل علي شئ انما يدل علي قيمته العالية .
وبنظرة فاحصة لهذا المشروع الكبير نجد ان “أرض السمر ” برنامج يتحدث عن الارض ويعكس صورة مغايرة عن السودان بمعني انه يعكس جوانب خفية علينا وهي ليست محاضرات تاريخية او جولات سياحية بل هي نمط تفاعلي يجعل حركة المكان وحركة محيطه يعتمد علي اللغة البصرية العالمية بابهار وتشويق في ايجاد صورة اخري عن السودان ورؤية سيف الدين في هذا البرنامج تختلف كثيرا عن ماقدمه من اعمال اذ جعل سيف الصورة محوره الاساسي وحوار موضوع عن مكان معين بجانب الناريشن المكتوب بعناية يعتمد علي المعلومة الدقيقة وهذا في تقديري تجاوز عن السائد والمالوف
وبما ان جهور هذا البرنامج يستهدف من هم خارج السودان كان الرهان علي الطبيعة وبالتالي لجاء سيف الدين لاستخدام لغة عالمية بالاعتماد علي لغة بصرية اشتغلت في مسارات تنفيذية عميقة في الوعي العالمي مثل مسار النيل ومسار الفراعنة معتمدا علي عنصر الابهارالبصري مستخدما في ذلك احدث تقنيات التصوير البري والجوي والبحري في مستوي سينمائي متحديا بهذا المشروع صناعة البرامج لعشر سنوات قادمة من خلال تحالف الصورة والصوت والمحتوي المعرفي
فالبرنامج ليس برامج تعليميي بل هو متعة حقيقية تاتي المعارف لاسناده ودعمه ويمكن ان نعده من المشروعات القومية الكبري جاءت من اجل حصر مسار بصري جديد في التعامل مع السودان الذي باتت الصورة الذهنية عنه صورة نمطية وقاتمة للغاية بحيث يصعب هزيمتها فتعامل المخرج سيف الدين بذكاء وهو يلعب علي الصورة فقام بعملية انزال خلف خطوط الصورة من خلال شق مسار بصري ليقول برمزية محببة ان هنالك مشهد اخروصورة مختلفة عن السودان من الواجب ان ننظرفيها قبل ان تحكموا عليه
استخلاص الافكار
والمتامل والمتابع لارض السمر ان كل حلقة تبدو مستقلة بحيث لا تمثل بقية الحلقات عائقا للاستيعاب واستخلاص الافكار والروي والجمل النهائية للعمل ككل
و وسيف الدين من خلال هذه السلسلة لم يغفل الرؤية الاخراجية عن الجانب الجمالي وعمل علي ابراز لغة بصرية هادفة وعالية التركيز في البناء الاساسي فالرؤية قائمة علي سرعة الايقاع بحيث يتم حشد ماهو مطلوب لبناء الجملة البصرية دون ارباك او ابتسار حتي يستطيع ان يحبس انفاس الجمهور ففي عصر السرعة يجب اعتبار عنصر الزمن عاملا حاسما في التمهيد والتصعيد والانحدار والاستخلاص وهو الاسلوب الذي اعتمد عليه سيف الدين في هذا البرنامج طارحا الرؤية الكلية لكافة المنجزات القيمة والبحوث والوثائق والاستفادة منها دون اخلال بالمضمون .
أعود الي مهرجان الخرطوم لسينما الموبايل واقول ان هذا المشروع سيجني السودان منه فوائد جمة أهمها ذلك الزخم الإعلامي الكبير الذي سيجعل أنظار العالم تتجه الي الخرطوم من واقع الضيوف النوعيين الذين سيتم تكريمهم اذن هذا المشروع هو مشروع دولة وينبغي أن تسهم الدولة ولو بالقدر اليسير فالدولة في الوقت الراهن في أمس الحاجة لمثل هكذا فعاليات في ظل الأجواء السياسية المشحونه بالاحتقان وبما أن الفنون احد عوامل التأثير المباشر ولديها القدرة علي توحيد الوجدان ورتق النسيج الاجتماعي لماذا لا تتبني الدولة هذا المشروع وترعاه