
بشير جموعة ليس مجرد اسم متداول في الفضاء العام، بل تجربة إنسانية جمعت بين السعي في الرزق وخدمة الناس، وبين العمل الدنيوي والالتزام القيمي. رجل أعمال بنى مشروعه بجهد وصبر، ولم يجعل المال غاية، بل وسيلة لفتح أبواب الخير ومد جسور العون في زمن عزّ فيه السند وكثر فيه المحتاج.
في مجتمع أنهكته الحروب وأثقلته الأزمات، برز جموعة كوجه مألوف للعطاء، حاضر في مواسم الشدة قبل الرخاء، لا يطرق أبواب الناس بالكلام بل بالفعل. البر عنده ممارسة يومية، والتقوى سلوك متصل لا يُختزل في خطاب ولا يُستعرض في منبر. جمع بين النجاح الاقتصادي وروح الزهد، فصار المال في يده أداة بناء لا وسيلة استعلاء.
ما يميّز جموعة أنه لم يفصل الدين عن الواقع، ولم يحصره في الوعظ المجرد، بل أنزله إلى حياة الناس، كسند للفقراء، وملاذ للمحتاجين، ومساحة أمل لمن ضاقت بهم السبل. لم تكن مشاريعه واجهات صامتة، بل أماكن عامرة بالخير، تشهد على أن الدين إذا اقترن بالعمل ازداد صدقاً وتأثيراً.
وفي زمن يختلط فيه الادعاء بالحقيقة، ظل بشيرجموعة ثابتاً على خط واضح خدمة الناس ابتغاء مرضاة الله، دون منّ ولا اشتراط. لذلك حاز القبول في القلوب قبل أن يحضر في العناوين.
بشير جموعة نموذج لرجلٍ أدرك أن البر لا يُقاس بالكلام، وأن التقوى تُرى في الأثر.



