خرجت جماهير الولاية الشمالية اليوم السبت في تظاهرة حاشدة في كل محليات الولاية السبع، استجابة للدعوة المحلية والخارجية دعمًا للقوات المسلحة السودانية. هذا الخروج يعكس إدراكًا ووعيًا بأن معركة الكرامة هي معركة وجود، تُلزم السودانيين بوحدة الصف والتعالي على الانتماءات السياسية الضيقة لصالح الوطن.
خروج الجماهير الشمالية في هذا اليوم لم يهدف إلى تثبيت دعم الجيش، فذلك ثابت رسّخته التضحيات اليومية، وإنما هدف إلى إرسال رسالة حاسمة لكل من يراهن على تفكيك السودان أو ابتلاع قراره الوطني: أن الإرادة الشعبية هي الحصن الأول، وأن الوطن ليس ساحة للمساومة أو الابتزاز.
هذا الخروج هو اجترار للتاريخ حين نهض الأجداد لحماية السيادة، وكأن المشهد يعيد للأذهان كل ملاحم ومعارك الاجداد من لدن ترهاقا وبعانخي، التي اكدوا من خلالها علو كعب انسان الشمالية دون العالمين. خروج انسان الشمالية اليوم جاء ليؤكد ان “الحصة وطن” وانه “يوم الوطن” وليس يوم خطابة، بل يوم تتقدم فيه المواقف على الكلمات، ويُختبر فيه معدن الرجال والنساء الذين يكتبون مستقبل البلاد بالفعل لا بالشعارات.
كان يوما عظيما من ايام شعب الشمال اليَطولية حيث كان فيه صوت الوطن أعلى من أي صوت، ويغدو الاصطفاف خلف الجيش السوداني واجبًا وطنيًا يتجاوز السياسة إلى عمق الهوية والانتماء. خرج انسان الشمال ليؤكد أن حماية الدولة لم تعد مسؤولية مؤسسة واحدة، بل واجب مشترك بين الجيش وشعبه، وان هذه الارض لنا.
شكرا جميلا حكومة الولاية وشكرا نبيلا قيادة المقاومة الشعبية بالشمالية ومنسوبيها الذين جعلوا هذا اليوم يوما مشهودا سيقف التاريخ عنده طويلا. إن هذا الاصطفاف هو رسالة واضحة للعالم بأن الشمالية وكل السودان لن تنكسر ولن تركع، وأن الشعب السوداني سيظل متمسكًا بسيادته ووحدته الوطنية.
فلتكن هذه اللحظة بداية جديدة نحو وطن يسع الجميع، وطن قوي وعزيز، يحميه جيشه وشعبه.
