مقالات

الشيخ الامين يكتب : كانت لنا ايام

لم يكن أحد منا ليتوقع هذا السيناريو الغريب..
تفاجئنا جميعا بهذه الحرب اللعينة..
كنت في اليوم السابق للحرب بذات الطمأنينة التي كان عليها ضيوف إفطار الفريق كباشي..
صحيح أن حميدتي لم يحضر إلى (نادي النيل) ولم يوفد أحدا من (ناسو) ولكن ذلك لم يكن ليشير إلى تلك النوايا والأقدار القادمة في صباح ذلك اليوم المشئوم..
عدنا من تلك المناسبة دون قلق.. فالقيادة كانت هناك ترسل الطمأنينة بأن (كلو مقدور عليه)..
حتى حينما استيقظنا صباحا على أصوات الرصاصات مضي تفكيرنا إلى تكهنات الانقلاب اوالاشتباك المحدود..
لم يكن في بالنا ان صباح ذلك اليوم سيغير حياتنا هكذا والي الابد..
كلنا واجه تلك التغيرات الصعبة، واحتملناها بقدر، لقد كانت متفاوتة وتختلف من شخص لآخر ولكنها جميعها كانت قاسية ومُرة..
بالنسبة لنا في المسيد كانت أيام الحرب الأولى -وبرغم مفاجئتها- أياما لا تكاد تختلف عن سابق (الرمضانات) عندنا، فقد دأب المسيد ولمدة 15 عاما سابقة على تقديم المائدة الرمضانية دونما انقطاع..
قبل كل رمضان كانت مخازن المسيد تمتلي بكافة المستلزمات والاحتياجات الخاصة بالشهر الفضيل..كنا نهتم بان يزيد التخزين عن الحاجة الرمضانية، إلا أن التقديرات هذه المرة كانت خاطئة فالقادم كان كبيرا..
منذ اليوم الثاني بدأت أعداد الوافدين لإفطار المسيد بالتزايد بوتيرة متسارعة، واحتجنا أن نضيف (وجبة السحور)..
كانت الأعباء والتحديات حتى اليوم الرابع للحرب هي ذاتها ما قبل اندلاع الحرب، فلم يكن من وجود عسكري حولنا بأي شكل،و(المخازن مليانة)..
في اليوم الخامس بدأت المليشيا تغزونا.. فكأنما كانوا يتسربون إلى مناطقنا..
لم يكن دخولهم في بدايته خشنا وكأنما كانوا يحاولون التساكن..
من هنا بدأ الناس في التململ وبدأت الهجرة والنزوح..
الخوف الذي غشي الناس واجبرهم على مغادرة منازلهم صنع واقعا جديدا علي الجميع بما فيه مسيد شيخ الأمين..
نواصل،،،،
*الأمين عمر الأمين*
__________

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى