منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

الفاتح داؤد يكتب،، مبادرة “اسمرا” السياق والتوقيت

رغم تعدد المبادرات لاحتواء تداعياتها السياسية والمجتمعية،يبدو ان قضية شرق السودان قد دخلت مرحلة جديدة ،بعد دخول “اأسمرا “علي خط الازمة،الذي بلاشك قد
أعاد الملف الي واجهة الأحداث مجدداً، ولكن هذه المرحلة عبر بوابة الحلول الخارجية،بعد تعذر التوصل إلي تسوية عادلة بين فرقاء الإقليم المنكوب.
ويمكن القول إن هواجس ‘أسمرا” في التعاطي مع ملف شرق السودان، تكمن في مخاوفها الجيواستراتجية ذات الصلة بامنها القومي،الذي قد يتعرض الي الخطر حال انفجار الاوضاع في الإقليم، الذي سوف يؤدي بالطبع الي اختلال المعادلة السياسية والديمغرافية،بما يسمح بتنامي نشاط المعارضة الارترية علي الحدود المفتوحة،كما تخشي” أسمرا” بروز قيادات سياسية جديدة في الشرق قد تعمل ضد مصالحها، ، فضلا عن هواجس “اسمرا” من تنامي النشاط الاستخباري لعدد من اللاعبين في شرق السودان، الذي بالطبع يشكل تهديدا مباشرا لمصالحها الاستراتجية في المستقبل،
ولكن يبدو أن” أسمرا”التي ٱثرت الابتعاد عن الشأن السوداني منذ الاطاحة بنظام البشير، قد أعادت تقييم مواقفها السياسية،خاصة أنها قد هندسة من قبل التسوية بين فصائل جبهة الشرق ونظام الإنقاذ، التي طوت صفحة المواجهات المسلحة، رغم اختلاف السياق والتوقيت .
فقد كان اتفاق “أسمرا” 2006 ،اكثر شمولا حيث استوعب معظم فصائل الشرق تحت مظلة جبهة الشرق ،التي سرعان ماضريتها الانشقاقات السياسية،وتحول الاتفاق لاحقا الي صفقة سياسية لاقتسام السلطة.
وهو ذات الخطأ الاستراتجي الذي سقطت فيه مجموعة المسار ،التي فشلت لأسباب بنيوية وسياسية في تسويق إتفاق مسار جوبا، كما ساهمت حالة السيولة السياسية ما بعد الثورة ،في صعود قيادات الإدارة الأهلية التي تمددت في الفراغ السياسي،واصبحت لاعبا مهما في أزمة الإقليم،
وساهمت في زيادة الاستقطاب القبلي ،وتصلب المواقف السياسية، وارتفاع السقوفات التفاوضية،فضلا عن انعدام الإرادة السياسية التي تدفع في اتجاه الحل، ربما بسبب قصور العقل السياسي والاستراتجي للسلطة الانتقالية، التي تعاملت مع الملف شرق السودان بسطحية ممعنة في الغباء، لعجزها في استيعاب تعقيدات الخارطة المجتمعية والسياسية في شرق السودان.
وقد أدت هذه الفراغات الي اشعال الإقليم بسلسلة من الصراعات الدامية التي لازال انسان الشرق يدفع ثمنها.
لذالك في تقديري تبدو “اسمرا” قد اختارت خيار اللقاءات المباشرة مع الأطراف المعنية ممثلة في قيادات الإدارة الاهلية والقوي السياسية،ولاعتبارات استراتجية ربما تساهم لقاءت”اسمرا” في تبديد الهواجس ، وإزالة اسباب الاحتقان،و تشكيل مشهد سياسي جديد ،يفضي الي مصالحة شاملة،ربما تكون تشمل في المرحلة الأولى،في تعزيز إجراءات بناء الثقة بين الفرقاء ،ونبذ خطاب الكراهية ومحاربة العنصرية، وازالة كافة اشكال التمهيش التنموي والسياسي الإقليم .
لذالك ايا كانت التباينات السياسية حول لقاء أسمرا”،الا أن الحقيقة أن المبادرة قد نجحت في اقناع زعماء الإدارة الأهلية للمشاركة في صناعة المشهد الجديد،
،ربما لقناعة الرجل ان أغلب هولاء الزعماء لايديرون قبائلهم من منطلقات
حزبية، إنما من تقاليد تاريخية راسخة واعراف متوارثة ، يعتقدون أنهم يستمدون منها
سلطتهم الاجتماعية التي ينبغي تقاسمها مع السلطة السياسية، وبالتالي يجب ان يتاح لهم قدرا من السيطرة والمسئولية والقوة والوجاهة الاجتماعية فى اطار محيطهم الاجتماعى والقبلى، خاصة أنهم ظلوا يلعبون دور الحليف الاستراتيجي لكل سلطة جديدة ،مهما كانت أطرافها احزاب سياسية،او نخبة عسكرية ،طالما أن ذلك يحافظ علي وجودهم ويؤمن امتيازاتهم،
إلا أن اطراف سياسية ظلت تنادي بضرورة فصل الملف السياسي عن المسار الاجتماعي،تري ان اي حل في شرق السودان مالم يتجاوز الحواجز القبيلة ،والحواجز المناطقية لن يكتب له النجاح
.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى