
تقريرٌ جديد من صحيفة التايمز البريطانية يؤكد ما ظلّ السودانيون يرونه منذ اليوم الأول:
الحرب في السودان ليست حرباً أهلية، بل مشروع خارجي مدفوع بالذهب ومُدار من أبوظبي عبر مليشيا الدعم السريع.
الصحيفة البريطانية قدّمت تفاصيل متزايدة عن تورّط الإمارات في تمويل وتسليح المليشيا، من خلال خطوط تهريب تمتد من مناجم الذهب إلى الموانئ والمطارات، وصولاً إلى جبهات القتال.
الذهب يُهرَّب إلى دبي، والسلاح يُعاد إلى دارفور — في حلقة تمويلٍ محكمة تُغذّي الحرب وتُدمّر الدولة.
وبحسب التقرير، تحوّل حميدتي إلى تاجر حرب يبيع ذهب دارفور ليشتري به الطائرات المسيّرة والذخائر، ضمن إمبراطورية أنشأتها أبوظبي بالمال والدعم السياسي.
الأدلة — بحسب خبراء أمميين وباحثين بريطانيين وأمريكيين — تُظهر أن الذخائر التي تُستخدم ضد المدنيين في الفاشر ونيالا تحمل أرقاماً تسلسلية من مخازن إماراتية، وأن “رحلات المساعدات الإنسانية” إلى تشاد لم تكن سوى مسارات تهريبٍ مقنّعة لإمداد المليشيا بالسلاح.
التقرير وصف الحرب بأنها مشروع دموي قائم على الذهب والمرتزقة، يديره وسطاء في ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى بتمويل إماراتي مباشر، تحت لافتة “الاستثمار الإنساني”.
ورغم النفي الرسمي المتكرر من أبوظبي، تتكشّف الحقائق يوماً بعد يوم:
الذهب من السودان… والسلاح إلى المليشيا.
وبينما ترفع الإمارات شعار “السلام الإنساني”، فإنها تُشعل فعلياً آلة القتل التي تمزّق السودان وتستهدف جيشه الوطني.
لقد تجاوزت الحرب حدود السودان، وتحولت إلى حرب وكالة تموّلها دول وتنفذها مليشيا، هدفها تفكيك الدولة السودانية وكسر جيشها.
لكن التاريخ لا يُكتب بالذهب ولا يُصاغ بالدعاية،
بل بدماء من يقاتلون دفاعاً عن سيادة وطنٍ لن يُباع.


