مقالات

د. محمد تبيدي يكتب… العطا… صوتُ الدولة حين تتلعثمُ الحقيقة وتنتصبُ الهيبة

:

حين يقف عضو مجلس السيادة الانتقالي، الفريق ياسر العطا، ليؤكد بلا مواربة، فهو لا يضيف جملةً إلى هواء الأخبار، بل يضع حجرًا جديدًا في جدار دولة 56 التي تُبنى تحت هدير البنادق، وتحت ظلال الجنود الذين صقلتهم جمرات السنوات.
العطا، الذي سمّاه الشارع زعيم البلابسة، كان دائماً ذلك الصوت الذي يخرج من صميم المعركة لا من مقاعد المكاتب. وحين يقول بل بس، فكأنما يقطع الطريق على الفوضى، ويرسم خطاً أحمر أمام كل من يريد للسودان أن يتكسر تحت عبء الميليشيات أو نزيف الفوضى.
في كلماته الأخيرة لم يكن يطلق موقفاً سياسياً، بل كان يعلن من قلب الولاء الوطني أن الدولة لن تُساق إلى الظلام، وأن الجيش سيبقى عماد البلاد، وأن حقوق أهل الفاشر، والخرطوم، والجزيرة، وكل السودان، لن تضيع في الزحام.
العطا ليس طارئاً على المعركة، ولا جديداً على صوت الحقيقة، فقد عرفته ساحات القتال أكثر مما عرفته المنابر. يعرفه الجنود حين ينعطف الليل، ويعرفه الناس حين يختبئ الأمل خلف الركام
وفي زمن تتسارع فيه الأزمنة، وتتشابك فيه الخناجر، يجيء العطا ليقول إن القصاص حق، وإن الدولة لن تُهزم ما دام في صفوفها رجال يعرفون كيف يحملون البلاد في يدٍ، والسلاح في يدٍ أخرى، دون أن يسقط منهم شرف الموقف.

وهكذا يظل العطا واحداً من أصوات الدولة الصلبة، التي لا ترتجف حين يرتجف الآخرون، ولا تتراجع حين تناديها البلاد لتقف على باب الحقيقة.

وأنا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى