
في قلب السودان النابض، وفي صفحات المجد التي لا تطويها الأيام، يسطع اسم البراء بن مالك، رمز الفداء والشجاعة، وتفيض من روحه الطاهرة أنهارُ عطاءٍ لا تجف، استلهم منها البراؤون من نسله سيرة ناصعة، ومواقف لا تُنسى.
نسل البراء… قومٌ إذا اشتد الوغى كانوا في مقدمة الصفوف، يسيرون على درب التضحية، ويبذلون الأرواح والدماء فداءً للوطن، لا يبتغون من ذلك إلا رفعة السودان وعزته، وسؤدده بين الأمم.
إنهم قبيلة مهند وصحبه، رجالٌ إذا نطقوا، سمع السودان صوت المجد في نبراتهم، وإذا تحركوا، اهتزت الأرض تحت خُطاهم شموخًا، حاملين في صدورهم عهدًا لا ينكسر: أن يظل السودان حُرًا، أبيًّا، وعزيزًا مهما غلت التضحيات.
يا من أنتم من نسل البراء، إنكم لستم فقط أبناء رجل، بل أنتم حملة مشعل أمة، وأنهارٌ من مسكٍ تنبع من دماءٍ طاهرة، وأرواحٍ أبية، سكبت حبًا للوطن، وسُقيت بالإخلاص والصبر والثبات.
وما زال التاريخ يسطر أن البراؤون، عبر الأجيال، هم أوتادُ السودان، في السلم كما في الحرب، في البناء كما في التحرير، يقدمون الغالي والنفيس، يُسطّرون بحروف من نور قصة عشقٍ أبدية بين الإنسان والأرض.
فيا وطننا الحبيب، إنك لا تُذكر إلا ويُذكر أولئك الذين صنعوا مجدك، ولا تُنادى إلا وتلبيك أرواح البرائين، بعزائم لا تلين، وبقلوبٍ تسكنها المحبة الخالصة. وستظل دماؤهم الزكية نهرًا لا ينضب، يُنبت المجد في ربوعك، ويعطر ثراك بعبير المسك والوفاء.
دمتَ يا سودان شامخًا، حرًا، عزيزًا… كما أراده البراؤون.