
كشفت مصادر مطلعة أن القوني دقلو، أحد أبرز القيادات المالية في مليشيا الدعم السريع، أُصيب إصابة وُصفت بالخطيرة نتيجة استهدافه بمسيّرة، مما استدعى نقله بصورة عاجلة بطائرة خاصة إلى دولة الإمارات لتلقي العلاج بمجمع خليفة بن زايد الطبي، المخصص عادةً لعلاج الشخصيات القيادية والمصابين في العمليات العسكرية من دول حليفة لأبوظبي.
الدور المالي والعلاقات الإماراتية
يُعرف القوني دقلو بكونه المسؤول المالي الأول عن تصريف أموال المليشيا، وعمليات تهريب الذهب إلى الإمارات ومنها إلى أسواق الهند، بالإضافة إلى إشرافه على شركات واستثمارات تابعة للمليشيا في عدد من الدول الأفريقية والعربية مثل كينيا وأوغندا وجنوب السودان وإثيوبيا.
هذا النفوذ المالي كان سبباً رئيسياً في اهتمام القيادة الإماراتية بعلاجه، إلى جانب منحه جواز سفر إماراتياً دبلوماسياً وجنسية إماراتية لتسهيل تحركاته التجارية والاستثمارية.
خلافات قبلية متصاعدة
الحادثة فجّرت خلافات بين القبائل الموالية للمليشيا، خاصة الرزيقات والمسيرية والبني هلبة، إذ رأت هذه المجموعات أن أبناءها يُتركون للعلاج في ظروف متردية داخل مناطق النزاع أو في تشاد، بينما تُمنح قيادات آل دقلو رعاية طبية فائقة في مستشفيات فاخرة بالخارج. هذا التباين عمّق شعور التهميش داخل الصفوف القتالية للمليشيا.
شبكة إقليمية واسعة
يرتبط القوني بعلاقات خاصة مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد وعدد من القيادات الأمنية في أديس أبابا، ويشرف على استثمارات للمليشيا هناك، خصوصاً في مشروع الفشقة الزراعي. كما تشير تقارير إلى تحركاته بين إثيوبيا وجنوب السودان في إطار إدارة الشركات والأصول التابعة للمليشيا، غير أن حكومة جوبا صادرت بعض هذه الأصول لصالحها مؤخراً.
مهام سابقة وإخفاقات
خلال فترة وجود محمد حمدان دقلو “حميدتي” في السلطة السيادية، كلّف القوني بمتابعة ملفات مالية، بينها مستحقات مشاركة المليشيا في حرب اليمن، إلا أن السلطات السعودية منعته من دخول أراضيها رغم منحه تأشيرة مسبقة. كما تولى الإشراف على تمويل الحملات الإعلامية للمليشيا داخل وخارج السودان بتمويل إماراتي، منها برامج دعائية باهظة الكلفة.
دلالات وتوقعات
إصابة القوني دقلو لا تعكس فقط هشاشة الوضع الصحي لقيادات المليشيا في ميدان الصراع، بل تكشف أيضاً حجم ارتباطها المالي والسياسي بالخارج، إضافة إلى الخلافات القبلية المتصاعدة داخلها. مراقبون يرون أن غيابه المؤقت أو الدائم قد يؤثر بصورة مباشرة على موارد المليشيا وشبكاتها الاقتصادية.