
بينما كنت عائدا للمنزل بمعيتي احد الضيوف قادما من ولاية مجاورة، كان الحديث يدور عن مليشيات الدعم السريع وما احدثته من دمار ممنهج للمتلكات العامة والخاصة بولاية الجزيرة، لحظتها باغتني ضيفي هذا بتعجب : معقول الجزيرة كان فيها حرب! في اشارة لما لمسه من عودة الحياة لطبيعتها بصورة متسارعة، وزاد استغرابه في استقرار التيار الكهربائي، قلت لضيفي هل تصدق عندما دخلت القوات المسلحة والقوات المساندة لها وفي مقدمتهم والي الجزيرة ولجنة امن الولاية وجدوا قطاعات الكهرباء والمياه والصحة في خبر كان،، وتواصل الحديث وسط دهشة بائنة في وجه ضيفي هذا وختمها قائلا : سلفونا واليكم ده باقي السنة دي…
* الحقيقة التي لا تسويف فيها ان ولاية الجزيرة الان في افضل حالاتها وتعمل اجهزتها الامنية بتنسيق عالي وروح طيبة من اجل سد الثغرات ويبدو من ظاهر الامر ان الفترة المقبلة ستشهد اعمارا واسعا وحراكا في عجلة التنمية خاصة بعد استقرار التيار الكهربائي الذي سيحدث الفارق.
* شهدت الولاية مؤخرا زيارة عضو مجلس السيادة سلمي عبدالجبار والتي وقفت برفقة والي الجزيرة علي حجم الدمار الذي احدثته المليشيا مع اطمئنانها علي عودة الحياة لطبيعتها في صورة واضحة لا تخطئها العين، وطافت علي مشروع الجزيرة ووقفت علي المساحة التاشيرية المستهدفة لهذا العام والتي بلغت مليون واربعمائة فدان بينها 750 الف فدان للعروة الصيفية و 650 الف فدان للعروة الشتوية لمحصول القمح، وبكل المقاييس لو انجزت ادارة مشروع الجزيرة 70% من المساحة المستهدفة كفيلة بتوفير الامن الغذائي وهذا يتطلب ارادة ودعم متواصل من الدولة خاصة وان الجزيرة ظلت علي مدي تاريخها الطويل تقدم اياديها للبلاد فهل تنجح سلمي في ذلك…
* التحية مثني وثلاث ورباع لوزير المالية والاقتصاد والقوي العاملة راس الرمح فيما وصلت اليه الجزيرة من تعافي خاصة في توفير الايرادات ودفع التريليون تلو الاخر لقطاعات الكهرباء والمياه والصحة وهي مثلث الانجاز والاعجاز بجانب دعمه المتواصل للعام الدراسي وغيرها من الخدمات، والتحية لجميع العمال ملح الارض ونخص هنا منسوبي ادارة البترول وقطاعات المياه والكهرباء والصحة لما لهم من مجهودات ملموسة…
* وزير التخطيط العمراني ظل شعلة متقدة خاصة في قطاعات المياه والكهرباء بجانب متابعته اللصيقة للاحداث خطوة بخطوة اضف الي ذلك تفاعله المتواصل وشفافيته المطلقة للجمهور حتي علي منصات التواصل الاجتماعي.
* حديثنا عن قطاع الصحة قد يكون منقوص نتيجة للمجهودات الكبيرة التي ظل يقودها الوزير المفوض للوزارة منذ فترة الحرب والان الداخل لوزارة الصحة بولاية الجزيرة يستشعر تلك المجهودات…
* لعل الحدث الابرز الذي تشهده ولاية الجزيرة الحراك الكبير والتدافع من قبل تجار سوق ليبيا الذين خصصت لهم مواقع بمنطقة شرق النيل حنتوب مما سيكون له الاثر الايجابي الكبير في النشاط الاقتصادي مما يمكن ان تكون منطقة شرق النيل مركزا تجاريا محوريا لكافة ولايات السودان… والجزيرة تتعافي بل تفوقت وبامتياز بفضل الارادة وحسن الادارة والانسجام الواضح بين مكونات لجنة الامن والجهاز التنفيذي بقيادة والي الجزيرة الطاهر ابراهيم الخير الذي نزع مؤخرا بذته العسكرية لمواصلة عجلة التنمية والخدمات وفي ذلك اشارة واضحة للانطلاقة بوجه اخر والفراغ من معركة ازالت المليشيات المتمردة والتوجه لمعركة الاعمار… وبالله التوفيق