منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

محمد عبدالقادر يكتب: حميدتي .. (اهل الجنينة ادرى بشعابها

حسنا فعل الفريق اول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادى قائد الدعم السريع باختياره الجنينه مقرا مؤقتا لاقامة مفتوحة هدفها تحقيق السلام والاستقرار في دارفور وابرام المصالحات القبلية وانهاء بؤر التوتر المتصاعدة بين العرب والزرقة..
لم يكن مطلوبا لاستتباب الاوضاع في دارفور الا انصراف ابناىها من المسؤولين الكبار لمعالجة اوضاعها واستئصال شافة ازماتها وادارة احوالها (عن قرب) لان (اهل مكة ادرى بشعابها)، ولكم انتقدنا قيادات قادة حركات الكفاح المسلح لاختيارهم الخرطوم مقرا دائما لهم عقب توقيع اي اتفاق مع الحكومة المركزية ،وكانما الهدف من الاتفاقيات الوصول الي الاستقرار العاصمة واهمال قضايا الاوضاع التي تتفاقم يوميا في دارفورالجريحة..
احسن حميدتي صنعا ببقائه في الجنينة واختياره المدينة التي تشهد نزفا يوميا وتعاني من الصراعات القبلية، وقد كان لوجوده في عاصمة ولاية غرب دارفور الاثر الفاعل في رعاية مصالحات تاريخية وحضور اتفاق السلام الموقع بين المسيرية والرزيقات.. القبيلتان انهتا بوجود حميدتي” نزاعاً دامياً في منطقة “جبل مون” بولاية غرب دارفور ووقعتا، اتفاق صلح بمدينة الجنينة ..
الحرب التي وضعت اوزارها بين الطرفين استمرت طوال الثلاث أعوام الماضية وادت لمصرع أكثر من 300 شخص وفرار الآلاف بعضهم تمكن من الوصول لدولة تشاد بعد أن أحرقت عشرات القرى المأهولة بالسكان.
ربما اراد حميدتي ان يقدم ( القدوة الحسنة) لقادة دارفور وزعمائها الذين اختاروا الخرطوم مقرا للاقامة وخذلوا قضايا الاقليم بعد ان اضاعوها في زحام البندر، فدارفور ارضا وشعبا تحتاج الي اهتمام اكبر من قبل ابنائها الذين صعد نجمهم بازماتها ولكنهم يتناسونها بمجرد ان تطا اقدامهم الخرطوم.
استطاع حميدتي ان يستعيد لدارفور حضورها القوى وسط منصات الاحداث وبافعال ايجابية خالية من القتل والنزوح والدمار ، وتصدرت التنمية والمصالحات والتبرعات للمدارس والمرافق الخدمية نشرات الاخبار وتابعت حراكا مجتمعيا ايجابيا ترتب علي وجود حميدتي قريبا من مسرح الاحداث.
ان في زيارة حميدتي المفتوحة للجنينة _والتي لم يحدد اجلا لنهايتها وستشمل ولايات دارفور _ اسوة حسنة لقيادات الكفاح المسلح الذين تركوا الاقليم وقضاياع واستمراوا الاقامة بالعاصمة بعيدا عن ازماتهم الميدانية ومشكلات مواطنيهم في مناطق النزوح والحروب والمواجهات الطويلة..
ايا كانت مرامي حميدتي من هذه الزيارة اتفقنا او اختلفنا حول اهدافه وما اذا كانت محاولة للتلميع والاستعدادات للانتخابات او غير ذلك الا انها تنطوي علي واقعية وبعد نظر واستراتيجية تستحق الدعم والمساندة والترحيب خاصة وان دارفور تعاني من ازمات عديدة وتحتاج الي وجود ابنائها العارفين بتعقيدات ازمتها في هذه المرحلة..
من حق حميدتي كقائد للدعم السريع ان يخطط ويتحرك وفقا لقراءات انية ومستقبلية طالما ظل قادرا علي الدفع بالمبادرات المجتمعية الجادة وفي مقدمتها وقف الحرب وابرام المصالحات وتعزيز مبادئ التعايش السلمي خاصة وانه من دارفور وهو وغيره من ابنائها اقدر واجدر معالجة ازماتها وادوائها…
علي كل نتمني ان يتعلم قادة الكفاح المسلح من خطوة حميدتي وان تفضي فترة بقائه المفتوحة في الجنينة واقليم دارفور لابرام مزيد من المصالحات وافتتاح مشروعات تنموية تسهم في تنمية المجتمعات المحلية واعادة النازحين وتعزيز ثقافة السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى