منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

للحقيقة لسان – رحمة عبدالمنعم – «كدمول برمة ناصر»

في لحظة تاريخية مفصلية، يبرز موقف فضل الله برمة ناصر، رئيس حزب الأمة القومي المكلف، كعلامة دالة على الانحدار السياسي الذي أصاب الحزب، الرجل الذي طالما تمسك بشعار الحياد والوسطية بات اليوم حليفاً معلناً لمليشيا الدعم السريع.
أن يرشح برمة ناصر، بهذا العمر وبهذه التجربة الطويلة، لرئاسة حكومة منفى تخطط لها مليشيا لا تعرف إلا لغة القوة، ليس مجرد حدث سياسي، بل وصمة عار تكشف زيف الحياد الذي لطالما ادعاه، كيف لرجل عايش كل التحولات الكبرى في تاريخ السودان، ويفترض أن يكون رمزاً للحكمة والتجرد، أن يصبح جزءاً من مشروع يمزق الوطن ويعمق جراحه؟

برمة، الذي يُفترض أنه قامة سياسية ذات وزن، اختار الوقوف إلى جانب مليشيا أدخلت السودان في أتون حرب طاحنة، لا هدف لها إلا السلطة والنفوذ ،من خلال تحالفه مع الجنجويد، يكشف برمة عن تحول جذري في مساره السياسي. لم يعد الأمر يتعلق بالحياد أو الوسطية؛ بل بات واضحاً أن الرجل أصبح شريكاً في مشروع تقسيمي خطير، يقف في مواجهة الجيش الذي يخوض حرباً لاستعادة وحدة البلاد.

ما يزيد المشهد إيلاماً هو مواقف بنات الإمام الصادق المهدي، زينب، أم سلمة، ومريم، اللاتي كان يُنتظر منهن أن يكنّ صوتاً قوياً للحق والعدالة ،بدلاً من ذلك، أصبحن أشبه بـ”حكمات للجنجويد”، يدافعن عن الجرائم التي ارتكبتها المليشيا بحق السودانيين ،ادعاءات الحياد التي يرفعنها لم تعد تقنع أحداً، فقد انكشف انحيازهن الكامل، ولم يتبقَّ سوى ارتداء “كدمول المليشيا” لإكمال صورة الولاء.

في ظل هذه المواقف، يتحول حزب الأمة من كيان سياسي وطني كان من أعمدة الحياة السياسية في السودان، إلى أداة بيد مليشيا لا تعترف بالدولة أو سيادتها، الانحدار الذي أصاب الحزب بعد رحيل الإمام الصادق المهدي لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتيجة سلسلة من الأخطاء والخيارات الخاطئة التي قادتها قيادات تخلت عن مبادئ الحزب وتاريخه لصالح مصالح ضيقة.

السودان اليوم يحتاج إلى قيادات وطنية حقيقية، تقف مع الشعب وتدافع عن قضاياه، لا إلى شخصيات تسعى خلف مشاريع تقسيمية تضعف البلاد وتمزق وحدتها، مواقف برمة ناصر ومجموعته داخل حزب الأمة تمثل خيانة للثقة التي منحتها لهم القواعد، وتجعلهم شركاء في مأساة وطن يئن تحت وطأة الحرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى