الجيش يدمر طائرة إمداد عسكرية للمليشيا في دارفور مطار نيالا.. التفاصيل الكاملة
تقرير :رحمة عبدالمنعم
تمكن الجيش فجر أمس الثلاثاء من إحباط عملية تهريب أسلحة وذخائر جديدة إلى مليشيا الدعم السريع، بعد تدميره طائرة شحن أجنبية هبطت في مطار نيالا، الطائرة التي كانت تحمل شحنة كبيرة من الأسلحة الحديثة، تم استهدافها فور هبوطها عبر مقاتلة حربية سودانية، في عملية عسكرية أظهرت يقظة الجيش وقدرته على مواجهة التهديدات الخارجية.
تفاصيل العملية
وبحسب مصادر عسكريةمطلعة لـ “الكرامة”، فإن الطائرة تم تتبعها منذ دخولها المجال الجوي السوداني وحتى هبوطها في مطار نيالا، الذي يقع تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع منذ أشهر، المصادر أكدت أن المطار يُستخدم بشكل منتظم كمحطة رئيسية لاستقبال الإمدادات العسكرية الموجهة للجنجويد، بما في ذلك شحنات أسلحة حديثة مصدرها دولة الإمارات.
المصادر ذاتها أوضحت أن الطائرة كانت جزءًا من سلسلة رحلات مشبوهة يتم تنظيمها من مطارات إماراتية لدعم مليشيا الدعم السريع، في خرق واضح للتعهدات التي قدمتها الإمارات للإدارة الأمريكية بوقف دعمها للمليشيات في السودان.
استمرار الدعم
فيما يمثل دليلًا إضافيًا على التدخلات الخارجية التي تعقّد الأزمة السودانية، أكدت تقارير صادرة عن خبراء الأمم المتحدة ووكالات أنباء عالمية وجود رحلات جوية مشبوهة تنطلق من مطارات في دولة الإمارات، تحمل شحنات عسكرية موجهة لدعم مليشيا الدعم السريع، هذه الشحنات، وفقًا للتقارير، تشمل معدات عسكرية متطورة مثل الطائرات بدون طيار، القذائف الموجهة، وأجهزة اتصال متقدمة
وبالرغم من إعلان الإمارات التزامها بوقف دعم مليشيا الجنجويد في السودان، في رسالة وجهتها للإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي، فإن المؤشرات على الأرض تُظهر عكس ذلك، عمليات التهريب الجوي لا تزال مستمرة، مما يثير تساؤلات حول مصداقية التعهدات الإماراتية ودورها في تغذية الحرب.
تداعيات دولية
وعلى الصعيد الدولي، تراقب الإدارة الأمريكية الوضع عن كثب، وسط ضغوط متزايدة للتحقق من المزاعم المتعلقة باستمرار الإمارات في دعم المليشيا، ومن المتوقع أن تُصدر إدارة بايدن تقريرًا مفصلًا للكونغرس بحلول 17 يناير المقبل لتقييم الوضع
الدكتور بدرالدين حسان ، المحلل السياسي ، يرى أن الإمارات تلعب دورًا محوريًا في إطالة أمد الحرب، وقال لـ “الكرامة”:الدعم الإماراتي لمليشيا الدعم السريع لا يمكن تفسيره إلا كجزء من أجندة إقليمية تخدم مصالح محددة على حساب الشعب السوداني، استمرار توريد الأسلحة يزيد من معاناة المدنيين ويطيل الحرب بشكل لا يخدم إلا مصالح ضيقة
يقظة الجيش
الصحفي علم الدين عمر ، وصف العملية الأخيرة بأنها دليل على يقظة الجيش في مواجهة التحديات وقال لـ “الكرامة” : ما حدث في نيالا يظهر أن الجيش قادر على التصدي للتدخلات الخارجية، لكن يجب أن ندرك أن استمرار الدعم الإماراتي للمليشيا يمثل تحديًا أكبر يتطلب تحركًا دوليًا لإيقافه.
في السياق ذاته، قال اللواء المتقاعد عادل حسن لـ “الكرامة”:الإمارات تستمر في دعم مليشيا تقتل السودانيين وتدمر الوطن، وهذا الدعم ليس خفيًا بل موثق بتقارير دولية، يجب أن يكون هناك موقف حاسم من المجتمع الدولي لوقف هذه التدخلات التي تعمّق الأزمة.
تصعيد مستمر
إحباط الجيش لعملية التهريب الجديدة يعد خطوة مهمة في حماية البلاد من التدخلات الأجنبية، لكنه يسلط الضوء على استمرار الأيادي الخارجية في تغذية المليشيا بالأسلحة، ومع تواصل الحرب وغياب الحلول، يظل الشعب السوداني يدفع الثمن الأكبر لهذه الحرب التي تُستخدم فيها مليشيات مدعومة خارجيًا كأداة لتدمير البلاد.