محمد عكاشة يكتب : مع الشباب الدابو قايم.. زوجةٌ واحدة لا تَكفي..وياجبل ما يَهزك ريح
قبلَ حربِ الخامسِ عشر من أبريل اللعينة كان السُودانُ وعلي الرُغمِ من الضائقةِ المعيشية إلا أنَ مُناسباتُ الزواج كانت في إزديادٍ مُضطرد والناس “تعرس وتنبسط” ويترافقُ مع هذه الحالات التعددُ في الزوجات بطرديةٍ مُتناسبة للذي يلجُ عُش الزوجية لأولِ مرة والحالُ كهذي توكلتُ علي الحي القيوم استطلعُ مقاماتُ وفضائلُ ( التعدد ) و (اليحصل يحصل) رغمَ أنفَ الخائفينِ من زوجاتهم من أولئك (الراقدين رز ) وهم كل يومٍ يتغنون سِراً يا (التعدد) نعَاين ليك وماقادرين نقول ليك.
تعددُ الزوجات قبلَ خمسةِ عقود فما فوق لم يكُن أمراً عسيراً يستثيرُ الاستغراب بل طبيعةُ الناس والمجتمع كانت تحضُ عليه وهو يَخضعُ لاعتباراتٍ عديدة إجتماعية ودينية وكانت الزوجةُ في إطاره تقبلُه دون إحتجاجاتٍ مثلما يحدث في عهدنا الراهن وإلي مثلِ هذا تحكي الحاجة سيّدة احمد ابراهيم أنها زوجة أولي لزوجٍ (عميد) أسرته و(عُمدة) بين قومه وهي إذ تنُجب طفلين يبني زوجُها بابنةِ صديقه أحدِ رموز مدينة شندي ثم هو بعدَ أعوامٍ يبني بثالثةٍ حين يُدعي إلي مناسبة في البطانة ليقومَ يطلبُ إلي عمدتها تدعيمُ العلاقةِ بالدم فيزوجُه إحدي بناته.
الحاجة سيّدة شارفت الثمانينَ تقول بأنها لم تحُس بأن ( ضراتها ) غريماتٍ بل العكس ولقد عِشن في بيتٍ واسع حتي رحيل زوجهن نهاية الثمانينات وأنهنَ ربينَ أولادهن دونَ تفريقٍ بين أم وأم.
صُغري بنات الحاجة سيّدة تسمع ثم ترد:-
ناس أمي ديل دقة قديمة.. انااتزوجت عن حبٍ وتضحية وزوجي لو فكر ولو لحظةَ انو يعرس فيني حا يشوف البدع.
أسامة عبد المجيد موظفٌ كبيير تزوجَ بمُخالفة طبيعة أسرته التي ترتكز علي (البت لإبن عمها) ثم هو بعد سنواتٍ وطفلتان يكتشفُ عدم الكفاءةِ والتوافق ثم هو حينَ يعود للبحثِ عن رفيقةٍ من بنات أهله يُذكرنهُ بأن ( القطار دور حديدو..) وتاني وين تلقي السعادة؟!
ولكنه = أسامة= قررَ خوضَ غِمار تجربةِ تعدُد الزوجات مهما كلفهُ ليدخلَ بأخري صبيةٌ ناهدةٌ حُلوة العينين ليجدَ نفسه في بحُبوحة من العيشِ وشيتن يجنن.
أسامة الآن يخسرُ أصدقاؤه المُقربين وهو يحملُ رايات التمرد من وجهةِ نظر زوجات أصدقاءه ولكنه ظلَ ثابتاً علي المبدأ ( التعددُ طريق السعاده) وهو علي الرُغم من عدمِ رضا زوجته الأولي التي ناهضتهُ بكل ( سلاح ) بدءاً من المُساومة علي الولد و(المقُاطعة) بكل صورها و ( التآمر) مع كل الجِهات من المارقين أمثالُ (الفكي) والعَرافين حتي جهودُ ( التطبيع) مع الحَموات اللاتي كُن مَحل بغضاءها ومُناكفاتها ولكن في خاتمةِ المطاف عادت علي حدِ قول أسامة (عروس) تتَصابي تتزيّنُ لزوجها والمال (تلتو) ولا كتلتو.
الكاتبُ الصِحافي والخبير الإعلامي طلحة جبريل المُقيم بالمملكةِ المغربية في واحدةٍ من تداعياته مع كاتب التحقيق يقولُ بأن شخصيتهُ صعبةُ المِراس وأن تجاربه في الزواجِ استمرت بأعجوبة وهو يتزوجُ بسيدة مغربية ولكنها تحملتُه نظراً لتقديرِ المغربيات للزوج وتقديسها الحياةَ الزوجية ولكن حينَ أصر عليه والده بأن يتزوجَ من سودانية وفعل لإرضاءهِ لم يستطع الاستمرارُ لبضعةِ أشهر.
رجل الأعمال المرحوم بابكر ود الجبل رجلٌ مُتعدد وكان يحضُ عليه ولكن بتقديره أن من وجدَ زوجةً تعملُ علي راحته فعليه أن يبقي عليها ولكنهُ عاد إلي القول بأنه لا يظنُ أن هنالك امرأة تقدر علي ذلك في هذا الزمان.
أحدُ الإعلاميين الكبار جدآ يعتقد بتجربته الشخصية أن (زوجة واحدة لا تكفي) وأنه تزوجً الأولي عن حُب والثانية لشعورهِ بأن طاقته أكبر وبسؤاله عن موقفِ الأولي من زواجه الثاني أجاب بأنها اعترضت ولكنها قبلت تخافُ الله أن أقعَ في الحرام.
ذات المشهد.. شابٌ يعمل في سوق الله اكبر موفور الصحة ناهضَ الهمة تزوج حديثاً من قريبته وبعد المولود الأول صارحته بانها لا (تطيق) وهي (عافيه) ليهو مثنيً وثُلاث وهذه حالةٌ خاصة وفصيلةٌ نادرة فمُعظم الزوجات السودانيات لا يقبلن بضرةٍ مهما كان من حاجة الرجل وتفوقه الجنسي وحمُولته الزائدة.
حالاتٌ أخري تحضُ علي التعدد أو الزواج من أجنبية خُصوصاً من بلدان المغرب العربي وطارق من أبناء الخرطوم درس بالرباط وتزوج منها وهو ينقلُ تجربته ومحاسنها إلي الرفاق ولقد أثمرت جهوده بتعددِ أحدهم بمغربية وزواج اثنين من أصدقاءه في كازابلانك.
هذه حالةٌ تتصل بتجارب الزواج من السودانيات الهجين أو (الهاف كاست) وهؤلاءِ هن سودانيات لأمهاتٍ أجنبيات وتجدهُن أكثرُ ارتباطاً بالسودان وإحساساً بالأمان وأكثر عطاءً في حال زواجهن من سودانيين وهذه يُمثلها صديقنا عصام الذي تزوج بابنةِ عمها لأمٍ مصرية ومن الإسكندرية كمان وهو يعتبرُ أن الله أكرمه غاية الكرم فزوجته (خاطف لونين) وجمعت ِ المحاسنَ في كتاب فهي كريمةٌ ومُجاملة وزولةَ واجبات لجِهة كونها سودانية ثم هي تأخذُ من (المصريات) الحرص المُتقن والاهتمامُ بعش الزوجية ومُشاركةُ الرجل تفصيلات مُستقبله وتهيئةَ المناخِ الداخلي مع السهرِ لراحته و(الدلع) الجَد.
بناتُ المصرية أو النوبيات اللائي عشنَ في مصرَ هنَ أكثرُ الزيجات التي تتحدي الزمن والظروف وفي ذات المسار الزواجُ بالاثيوبية فالرجلُ عندها كعبةٌ تخشعُ في حضرته وهو المنتهي وغايةُ الآمال.
في عمارة الدهب يختلفُ الناس حول التعدد ولكنهم يتفقون علي أن الزوجةَ السودانية (تطبُظ) عينها بظلفُها ولو منحُوها (الذهب) فهي خميرةٌ عكننةٍ مُستمرة و(نرجس) لا تقنعُ من التملي من صورتها علي سطح الماء وهي بعد الزواجِ تحتاج إلي إعادةِ (ضبطِ المصنع) حينَ كانت (مخطوبة ودبلته فوق إيدي) علي حد قفشات الحَسن أحد ظٌرفاءُ السوق.
(م.ح) زوجةٌ مُختلفة وهي تعتقدُ بأن الزوجة هي من بيّدها أن ( تبني جنة) وبطريقتِها تدخل بزوجها النار فهي العليها (الرك) فالرجلُ السوداني بطبيعته ملولٌ ومتُقلب المِزاج ومضغوط من خارج البيت وعلي الزوجة أن تكون ( المحضن) الدافيء وأن تضعُه في خانةِ طفلٍ كبير تُدلله وتُخففُ عنه ما استطاعت.
بعض الباحثينَ في ملفات حالات الطلاق في السودان يقُررون باطمئنانٍ أن فشلَ مُعظم الزيجات بسببِ عدم التكافؤ والاعتداد الغليظ بالذات فضلاً عن ثمت حالاتٍ كانت نتيجةً لضعف العلاقة الحميمة بين الزوجين والتي ترتب عليها حالة نفورٌ مُستمر يتمظهرُ في مشاكل دائمة وعدم رضيً من كل فعلٍ من الجانبين وفي بعض الحالات تطورَ إلي كراهيةٍ بلا مبرر مما يدفعُ الزوج إلي محاولة إرواء رغباته الضرورية في علاقات أخري من بينها زواج (السر) الذي تنامي في ضواحي الخرطوم.
بعض المُطلقات بعد تجاربَ مريرة يؤثرن (ضل) الحيطة ومبدأُ الحُريّة أول وبعضُ ذواتُ الثراء يطلبنَ الصِبا ورغوة الشباب تجربةً ثانية بضمانٍ لمدة عام قابلُ للزيادة أوالخروجُ بالمعروف وهذه حالاتٌ لا يُعتدُ بها مع رغبةِ معظم (المُطلقات) في زيجات أخري ولكن بمواصفاتَ قياسية خٌصوصاً اللواتي يحتفظنَ بجمالهن يصرعنَ ألباب الشباب ( الدابو قايم ) وكذا شريحةُ الرجال المتزوجين المُوسعُ عليهم في الأرزاق وماخايفين.. كده بالواضح ما بالدس.
معُظمُ الرجال يُعبرونَ عن عدم الرضا من تجاربِ زواجهم رغم الأولاد والعشرة ( النبيلة) ولكنهم يؤكدون بطرفٍ خفي علي أهمية ( التعدد ) ومناقبهِ ومآثرهِ وأنه حالة تُناسبُ الرجلَ السُوداني ويا جبل ما يَهزك ريح.
Makasha146@gmail.com