شهادتي لله – الهندي عزالدين – شورى الوطني ..البشير وكرتي وهارون كفاكم السقوط
~ تسعى قيادات من حزب المؤتمر الوطني إلى عقد اجتماع لهيئة الشورى القومية خلال الأيام القليلة المقبلة ، وسط خلافات كبيرة تنذر بمفاصلة جديدة داخل حزب الإسلاميين في السودان ، ما لم تتوافق القيادات على تأجيل الشورى.
وانتخبت اجتماعات الشورى في مايو 2021 بالخرطوم المهندس “إبراهيم محمود” رئيساً للحزب ، بعد تعديل النظام الأساسي الذي منح الشورى حق انتخاب الرئيس.
~ غير أن رئيس الحزب السابق مولانا “أحمد هارون” يتمسك برئاسته للحزب التي نالها عبر اجراءات استثنائية ألحقته بعضوية المكتب القيادي بالتعيين ، وهو غير منتخب ، ثم أختير رئيساً للحزب نزولاً عند رغبة الرئيس “البشير” الذي تنحى عن رئاسة المؤتمر الوطني بموجب قراراته في 22 فبراير 2019 ، ليكون على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية.
~ لكن “البشير” تراجع بعد 6 أسابيع وقبيل سقوط النظام بثلاثة أيام فقط ، عن قراراته بالبقاء على مسافة واحدة من الأحزاب ، وعاد لرئاسة اجتماعات المكتب القيادي للمؤتمر الوطني ، ما ألغى تماماً اجراءات تكليف ” أحمد هارون” بالرئاسة.
~ عقب سقوط النظام ، كلف المكتب القيادي للمؤتمر الوطني البروفيسور “إبراهيم غندور” بتولي رئاسة الحزب ، وبعد اعتقاله بواسطة الأجهزة الأمنية ثم تقييد بلاغات كيدية ضده بواسطة سيئة الذكر لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ، اجتمعت هيئة الشورى وانتخبت “إبراهيم محمود” رئيساً.
~ إذن رئيس الحزب الشرعي حالياً هو “إبراهيم” وليس “البشير” الذي تخلى عن الحزب في فبراير 2021 ، بل عن كل الدولة وسلّم رئاسة الجمهورية لضباط اللجنة الأمنية بقيادة نائبه الفريق أول “عوض إبن عوف” صباح 11 أبريل 2019، وقال قولته التي تناقلها العسكريون :( ديل أولادنا وأنا باركت التغيير) !!
~ إن إصرار مولانا “هارون” على رئاسة الحزب بالشورى أو بدونها ، يكبِّل الحزب ويقيِّد حركته داخلياً وخارجياً ، كما جرى مع “البشير” ، بسبب مذكرة الاتهام الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ، غض النظر عن رأينا فيها ورفضنا لها وعدم اعترافنا بعدالتها ، بينما للمفارقة يعترف بها “هارون” نفسه ويطلب المثول لديها !!
~ “البشير” و”كرتي” و”هارون” مسؤولون مسؤولية مباشرة عن سقوط نظام الإنقاذ، ويتحملون مع ضباط اللجنة الأمنية ما حاق بالشعب السوداني من مأساة ولدت مأساة ، وصولاً إلى ما نحن فيه من حرب ودمار شامل وقتل وتشريد ونهب واغتصاب ، فالبشير لم يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب بالتنحي وتسليم البلاد لقيادة مؤهلة جديرة بالقيادة حتى حاصرت الجماهير بتسهيل من جهاز الأمن مقر إقامته، و “كرتي” كان قريباً جداً من اللجنة الأمنية ولا أزيد ، أما “هارون” فقد ذهب إلى فراشه في حي المطار ونام ، رغم أن الفريق “قوش” تعهد أمامه للإمام “الصادق المهدي” بعدم فض الاعتصام ، فاستيقظ وقد سقط النظام وهو رئيس مكلف ، فماذا يريد أن يفعل بالرئاسة الآن ؟!
~ يجب تأجيل اجتماع الشورى ، ريثما تتوافق العضوية على قيادة قوية و مناسبة متفقٌ عليها ، وإني على ثقة أن رئيس هيئة الشورى السلطان الدكتور “عثمان كبر” هو أكثر قيادات الحزب حالياً حكمةً وتوازناً وعقلانية ، ما يقرره السلطان ورئيس الحزب الحالي “إبراهيم محمود” هو الذي ينبغي أن يسود ، فليس للبشير رأي ، فهو حبيس وليس رئيس ، ولا لهارون رأي بعد قرار آخر شورى ، ولا لكرتي رأي في المؤتمر الوطني فهو أمين الحركة الإسلامية وليس عضواً في مكتب الحزب القيادي ولم نعرف له تاريخاً في هياكل المؤتمر الوطني.
~ هذا .. أو سينقسم الحزب والحركة الإسلامية.. وأرجو صادقاً ألا يحدث ذلك ولا نشهد مفاصلة جديدة ، فبلادنا الآن في هم أعظم وتحدٍ أكبر ، ومعركة مصيرية ، يجب أن تتركز كل الجهود في كل الأحزاب الوطنية للانتصار في معركة تحرير السودان من الجنجويد ، وليس معارك أخرى صغيرة ، إما أن يكون السودان أو لا يكون.