احتجزت مليشيا الدعم السريع مراسلة شبكة CNN الامريكية “كلاريسيا وارد” بدارفور ومنعتها من الوصول لـمنطقة طويلة.
وقالت مراسلة سي إن إن : “لقد أتينا إلى دارفور لتغطية أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ولم نكن ننوي أبدًا أن نصبح جزءًا من القصة لكن أشهرًا من التخطيط انهارت في لحظات عندما احتجزتنا ميليشيا يقودها الرجل الذي أطلق عليه الجميع اسم الجنرال.
يذكر ان طاقم CNN حصل على إذن لدخول المنطقة بعد أشهر من المفاوضات ولكن عند وصولهم إلى نقطة الالتقاء المخطط لها، في بلدة أبو قمرة لم يجدوا مضيفهم في أي مكان بل وقفت ميليشيا منافسة في مكانهم بشاحنتان من طراز تويوتا لاند كروزر، محملتان بقذائف صاروخية ورشاشات ثقيلة ليتم التحفظ عليهم والاعتقال واقتيد سائقهم مقيداً بالسلاسل إلى سجن البلدة.
وقالت كلاريسيا : شهوراً من التخطيط باءت بالفشل في لحظات عندما احتجزتنا ميليشيا يقودها الرجل الذي كان الجميع يسمونه الجنرال..
سلمه المصور سكوت ماكويني الكاميرا، مؤكداً له: “نحن لا نصور، نحن لا نصور” وخرج المنتج برنت سوايلز بسرعة من شاحنتنا لمحاولة تهدئة الموقف متساءلا”هل نحن بخير؟ هل نحن بخير؟
وتابعت فجأة، أدار الجنرال ظهره لنا وانتزع بندقية من أحد جنوده، قبل أن يصوبها عبر السافانا المليئة بالأشجار..
واضافت شعرت بالارتياح لأن البندقية لم تكن موجهة نحونا، لكنني ما زلت منزعجةً من سلوكه غير المنتظم..
نظرت إلى سائقنا متوسلةً لاساله “ماذا يحدث؟” كان وجهه شاحباً قال: “لا أعرف” أطلق الجنرال رصاصة، وبدا أن الهدف طائر، لكنه أخطأ الهدف.
خضعنا للاستجواب واحداً تلو الآخر، في غرفة صغيرة بلا نوافذ وطرح علينا نحو ثمانية رجال الأسئلة التالية: “لماذا أنت هنا؟” “من أرسلك إلى هنا؟” “من سمح لك بالتواجد هنا؟”أجبنا على أسئلتهم ولكننا لم نحصل على أي معلومات في المقابل: من هم هؤلاء الرجال أو ماذا يريدون منا.
على مدى الـ 48 ساعة التالية، احتُجزنا تحت حراسة مسلحة من قبل الجنرال ورئيس الأمن ونحو اثني عشر جنديًا، بعضهم لم يتجاوز عمره 14 عامًا..
قضينا فترة احتجازنا في العراء، تحت أشجار السنط وبصفتي المرأة الوحيدة، وليس لدي مساحة خاصة لقضاء حاجتي، فقد حديت من تناولي للمياه والطعام. كان النوم، عندما جاء، رحمة، وراحة من الشعور المزعج بالذعر لعدم معرفة متى سأتمكن من رؤية أطفالي مرة أخرى.
قلت لهم “أرجوكم، نحن خائفون للغاية”، قلتها بلهجة عربية متقطعة. “أنا أم.. ولدي ثلاثة أولاد صغار”… بدا الجنرال غير مهتم، لكنني استطعت أن أرى وجه رئيس الأمن يلين. “لا تخافي، لا تخافي، نحن بشر