ريم يونس تكتب : الشيخ الامين الصمود في زمن الخزلان
في الوقت الذي هرب فيه الجميع وفروا بجلودهم من جحيم الحرب ركز الشيخ الامين في البقعة ام درمان بين اهله وناسه ومحبيه متوكلا علي الحي الذي لايموت أصر الشيخ الامين الا تغلق ابواب المسيد وأن يستمر النشاط كماهو معتاد من حلقات ذكر وعلم واكل وشراب
الكثيرون اعتبروا أن ما أقدم عليه الشيخ الامين ضربا من ضروب الجنون أو الانتحار في المسيد يقع في منطقة صنفت بانها منطقة عمليات ولكن للشيخ حكمة وسر مع الله
بقاء الشيخ الامين داخل المسيد بعث حالة من الاطمئنان في نفوس من معه من المريدين لاسيما وأن الشيخ في لب هذه المحنه كان محافظا علي ثباته الانفعالي ويبعث برسائل الاطمئنان مذكرا الناس باقدار الله ولابد من حسن الظن بالله
في الأسبوع الأول للحرب وتحديدا في العشر الأواخر لم يتوقف قيام الليل ولا الإفطار الجماعي بل أقيمت صلاة العيد في المسيد وسط ازيز الرصاص
وعندما علم أهل ام درمان القديمة بثبات الشيخ الامين كان المسيد خيارهم كمركز للايواء فتوافدوا زرفات وجماعات خاصة في ظل انعدام الخدمات وشح المواد الغذائية
فوجدوا في المسيد ضالتهم من أكل وشرب وماؤي ثم بدأت الدائرة تتسع رويدا رويدا
فحتوي الشيخ الامين المرضي وفكر في انشاء صيدلية توفر العلاجات لاصحاب الامراض المزمنه والمنقذه للحياء واستجلب الدواء بعلاقاته من القاهرة والاردن ثم تطور الامر الي انشاء وحدة طبية وقفت علي تاسيسها كريمته دكتور سجي بجانب زملائها الأطباء من مريدي الشيخ فعملت الوحدة الطبية علي تضميد جراح الجري
فشهد المسيد علاج العديد من ضحايا القصف العشوائي علي رأسهم الفنان ياسر تمتام الذي اصيب برائش
ساهم المسيد في ستر الموتي واقيمت صلاة الجنازة علي مئات الجثث
لم يكتفي الشيخ الامين بذلك بل أقام اياما ترفيهيه للأطفال المقيمين بالمسيد وشارك بنفسه مع الاطفال حتي يخرجهم من الحالة النفسية السيئة من جراء ما شاهدوه من مشاهد دمويه بل ذهب أكثر من ذلك عندما قام بشراء حاوية من الحلوي والشكلاته بانواعها المختلفة لاطفال المسيد بل وفر حتي ما يحتاجه النساء من مستلزمات خاصة كل ذلك من حر ماله دون توقف طيلة عمر الحرب التي وصلت الي الان 552 يوما
فالله عليكم دلوني علي منظمة أو رجل اعمال فعل مافعله الشيخ الامين
وعلي الرغم من ذلك لم يسلم من اذي الناس قبل كل ماقدمه بالسباب والشتم والقذف والاتهامات والتخوين واطلاق الشائعات ولكن صمد الشيخ الامين وتحمل فوق طاقته في صبر وجلد حتي انجلت الحقيقة وعرف الناس قدر الرجل الذي لم يبخل ووقف وقفة رجال بيده وماله بل امتد عطاءه ليصل فاشر السلطان وشمال كردفان وبالثورات وشرق النيل ولازال العطاء مستمرا