القاهرة والناس : السفارة السُودانية..المدارس السُودانية ..السادةَ المَراغنة.. التهريبُ والإجراءاتُ المِصرية وأشياء أخرى
بقلم/محمدعكاشة
♧ القنواتُ المصرية تُقدمُ خدمةً إعلامية متميزة ومن تلكم قناة “القاهرة والناس ” تتنوعُ خارطةُ برامجها بمواد دسمة تُغطي نشاط مدينة ” القاهرة” سياسياً وثقافيا وتلبي حاجة ” الناس” في الخدمات والتوعيةُ الاجتماعية وسماحةُ الدينِ الإسلامي.
♧ منذّ نحو ثلاثينَ عاماً أهبطُ مِصراً أجوسُ خلال حاراتها وعَطفاتها أكادُ أحفظُ القاهرة ونواصيها صَمْ.
خلالُ تلك السنوات لم أحتاجُ إلي خدمةٍ من السفارة ولله الحمد ولم أعرفُ لها طريقاً إلا حينَ كانت في حيّ قاردن سيتي يوم كان وزير الخارجية د.مصطفي عُثمان إسماعيل وسفيرها أحمد عبدالحليم ” عم أحمد” مثلما كان يُناديه به الناس والرئيس مبارك عامَذّاك ويوم كان الملحق الإعلامي هو حسن فضل المولي ” الجنرال” وهؤلاء الثلاث كانوا دبلوماسية ” شعبية” وكانت تربطُني بهم روابط خاصة ومنها رابطة عملي في مجال الإعلام.
زرتُ قبل أيام السفارة السُودانية في مقرها بالدقي بسببِ استخراج وثائق تخصُ ابراهيم مولود أخي حذيفة عكاشة ورغم الزحام والانتقاداتُ يوجهها المتعاملين من السُودانيين ومن المواطنين المصريون يسكنونَ بالجوار.
السفارة يحلُ بها الفريق جمال عدوي واختياره وقبوله علي رأس البعثة في القاهرة حمالٌ بالدلالات في ظرفِ الحربُ الماحقةُ تكادُ تتناقص البلاد علي إثرها فحكومة مصر الرشيدة تُدركُ عُمق العلاقات بين البلدين وتعرفُ الدولة المصريةُ العميقةُ بها ذاتُ المؤسساتُ بأنّ السودان في صحائفها واستراتيجياتها أكبر من عبارات السودان ومصرَ ” حتة واحدة” وغيرُ ذلك من لُطف القاهريين حينَ يتصلُ الأمرُ بالوجود السوداني في مصرَ وصعيدها الممتد بحضارة النوبة وحضاراتُ وادي النيل.
السفير عدوي علاوةً علي تحقيق اختياره يقومُ بحركةٍ موجبة لبحث الاشكالات التي تواجه بعثته للانتقال إلي أفقٍ لحلحلةِ بعضها ولقد سَرني رغمَ الزحام لأجل التقديم لاستخراج وثيقة ميلاد إبراهيم حذيفة أن السفير يراقبُ بنفسه حركة العمل.
لاحظتُ أن موظفي السفارة يعملون وسعهم لتذليل الإجراءات اللازمة وهم مع ذلك بحاجة إلي دعم إضافي من الموظفين للاستعلام فمعظم الذين يزدحمونَ هم سودانيو الطواريء حديثو عهد بالقاهرة وغالبهم من النساء.
ملاحظةٌ أخري هي في أسعار الخدمات القنصلية إذ أن ثمن استخراج شهادة ميلاد من الجهات الحكومية المصرية ثمانون جنيها بينما في سفاراتنا تربو علي التسعمائة جنيه وتتبأطأ في انجازها لنحو أسابيع هذا فضلاً عن ثمن استخراج الجواز والتوثيقات الأخري.
السفارة السُودانية في القاهرة بحاجه إلي تنشيط مكتب الإعلام وتفعيل صفحاتها علي السوشيال ميديا في عصر التقانة السليكونية إذ ليس من المعقول أن صفحة السفارة علي الفيس بوك تقعد محنطة بدون متابعة ورد علي السائلين المتداخلين غير أن السفارة بحاجة إلي تقديم توضيحات لما يصدر من الحكومة المِصرية فيما يخص مسألة التأشيرة والإقامة ودخول السُودانيين حتي لا تكون نهباً للشائعات الملهوجة.
أمرٌ آخر وهو رغم أن السلطات المصرية اعطت مهلة إضافية لتوفيق الأوضاع إلا أنها من جهة زادت من تضييق حلقة منح تأشيرات الدخول مع ترك الباب موارباً لحركة النازحين عبر التهريب وهو أمر كُلفتهُ تعريضُ حياة الناس للخطر ولقد ضيقت السلطات المصرية علي التهريب بسبب من انتشار داء الكوليرا في السودان غيرَ أن السلطات ذاتها تتأكد من الذين جاءوا عبر التهريب ليس معظمهم من مناطق الحرب وإنما أسرٌ تستثمر في الحرب وترغبُ في الاستيطان المجاني فلقد قالَ لي مسئولٌ بأنّ مُدناً سودانيةً آمنةً مُطمئنةً وهيَ علي مرمي حجرٍ من مصرَ نزحَ منها عشراتُ السيّدات بأطفالهن واستوطنَ في حارةٍ واحدة بمحافظة الجِيزة بغرضَ التعليم الأساسي.
صَدقَ حديثهُ واقعُ منطقةُ الوفاء والأمل بالهرم حيثُ اسكنُ من قبل الحربُ فمعظم من جاء بعد الحرب عبر ” التهريبُ ” سيداتٌ من من مدن آمنةٌ جدا وكل سيدة معها أطفالٌ في سن تعليم الأساس.
بعضُ هؤلاء السيّداتُ تزاحمنَ بسماسرة مصريين سودانيين علي الإيجار بمبالغ كبيرة مما فاقم حالةَ الكراهية في المنطقة فأصحاب الشقق شركاء في إغراء حالة الكراهيةُ هذي.
غالبُ هذه الأسر لا ترغبُ في عودةٍ قريبة فالبيوتُ المؤجرة هنالك تكفي مؤؤنة الاستقرار أعواماً عديدة فالاجراءاتُ المِصرية المُشددةُ بإغلاق المدارس السودانية التي تربو علي الاربعمائة مدرسة وشروط تأشيرة الدخول قد لا تقطعُ الطريق علي ماتخشاه الدولة هذا فضلاً علي أن عدد كبير نفذَ عبر بوابة التهريب من عُتاةُ المُجرمين بل ومن مليشيا الجنجويد وأسرهم والمُتعاونين معهم ممن استوطنَ وتملكَ في الهرم وفيصل وحدائق الأهرام وقاموا بتهريب كميات من الدهب والعملات الأجنبية بما يشكلُ مُهدداً للأمن والاقتصاد المِصري.
♧ في القاهرة نشطت المنتديات المصرية والسودانية واليمنية بنشاطٍ مثمر ركيزته منتوجُ واسهامُ الدكتور نزار غانم اليمنيّ أصالةً السوداني منشأً وإقامةً والمصري هويً وعشقاً مُدنفاً إذ تم تداولُ اصداراته بالنقاش البناء فهو جسرٌ يربطُ بين العواصم الثلاثُ ببحث مكونات وروابط العلاقات في جذرها الثقافي والتاريخي من خلال الموسيقي والغناء.
♧ في القاهرة والناس ظلت الطريقة الختمية داعماً للعلاقات السودانية المِصرية منذ عقودٍ طويلة فالحزب الاتحادي الديمقراطي أو حزبُ الاشقاء هو من أكثر الأحزاب الداعية لوحدة شعبي وادي النيل وظلت الطريقةُ الختمية حالةٌ سالكةٌ لتعزيز هذه الرابطة بعمل مستمر ونشاطٍ ديني فعال وهي أيامُ مولدُ النبيّ المختار قدمت لوحةً باهرة من الاحتفالات في نفحةٍ نورانيةٍ عرفانية ضمت المادحين والمريدين من أهل الطريق والعلماء من شيوخ الأزهر زيادةً في العلم والحُسني ولقد طابَ لمولانا السيد عبدالله الميرغني والسيد سر الختم الميرغني استكمال المعني بختمةٍ عند مسجد أبيهما السيد علي الميرغني بمدينة حلوان الأسبوع الماضي.