منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

حسين خوجلي يكتب: عزيزي الفريق انه الجنوبي وليس أنا .. لا تصالح

إن الشعب لا يبعث الموتى والهلكى ولا يعيد المتدثرين بأكفان الزيف المتلفحين بخضاب الخطايا،
إن الشعب لا يعيد طلاء وترميم المغتصبين والسارقين والكذبة والقتله ليعيدهم ثواراً من جديد لاكتساب الكراسي والذهب.
إن الشعب الذي تعلم من مغازي التاريخ لن ينحني لأمريكا التي فجعت الافغان بالقتل والتشريد والتدمير وخرجت وهي لم تترك حتى مكرمة واحدة ولا انجاز ولا شواهد للقتلى من الاطفال والنساء والشيوخ والابطال.
لن نسمح لها أن تكرر السحل بالمزاعم ولن نسمح لأمريكا أن تفعل بنا ما فعلت بالعراق بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي ارجعت أعرق وأغني دول المنطقة إلى العصر الحجري وتنفست بدكها اسرائيل الصعداء.
لن نترك الحق الذي بين أيدينا والانتصار القادم وشهادة (البحث) التي تملكتها الجماهير وعلقتها بشرف الكلام على صدر الجيش السوداني العريق المصادم، لن نسافر، ولن نهادن، ولن نصالح وستكون حجتنا قصيدة الصعيدي الجنوبي أمل دنقل استدلالا بشعره الذي أزهر وردة ملتهبه في قلوب النساء والرجال والأطفال.
نعم لن نصالح ولن نمنح العملاء من بني جلدتنا المنثورين دجلاً على عواصم الشر والعمالة التي تتربص بنا بحسد البعد والجوار الآثم لهذه البلاد العصية الطيبة المنال، لن نمنحهم شرف الاستدلال بالقران ولا بالسنة ولا حكايات الأنبياء والصالحين فهي مأثورات أشرف من أن ينالوها وهم على رؤوس الأشهاد أوضع من ذلك وأدنى. وتتدلى أبيات أمل كالمصابيح والأزاهير والندى على وجوه الأنصار المنتصرين والقادمين مع مواكب الفجر:

لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:

لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن يا أمير الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم الآن صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ بذؤابته لحظاتِ الشرف
واستطبت الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
“.. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام..”
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر بين يديك بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن “الجليلة”
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي لمن قصدوك القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ الآن ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى