كل الحقيقة – عابد سيداحمد- (٥) ايام فى ام درمان.. مشاهد وانطباعات (٣-٣)
* وكنت كلما حللت بحى من أحياء ام در حمدت الله على نعمة الأمن الذى نحسه فى طرقات الاحياء هناك وفى عيون الناس وفى خطواتنا التى تمشى بثبات على ترابها
* ومن حى بانت مررت بحى العباسية العريق الذى طردت قواتنا الباسلة منه المليشيا الغاشمة واحكمت قبضتها عليه واعادت الحياة للحى الذى ضم على مر تاريخه نجوما واقمارا فى سماوات الفن والسياسة والرياضة أثروا بعطائهم الساحات
* وانا اسير راجلا من شارع الاربعين مرورا بالعباسية والعرضة حتى الدوحة لم يعترضنى شئ أو يعترينى خوفا
* فالقوات النظامية المنتشرة بكثافة فى كل مكان هناك جعلت الأمن مستتبا
* وجوار استاد المريخ وقفت فى الحى العتيق حى العرضة الشهير الذى يضم ناديى القمة المريخ والهلال وكثير من النجوم فى المجالات المختلفة
* الحى الذى له محبة خاصة عند أهله الذين هجروه بسبب الحرب فتاملت النادى الكبير الذى صلى داخله كل لاعبى المريخ شكرا لله على تحريره على ايدى ابطالنا البواسل
* ولم انس الفنان الكبير ابوعركى البخيت الذى رفض مغادرة منزله طوال الحرب والذى استقبلنى ببشاشة فى منزله بامتداد بيت المال
* فالرجل مربوط ببيته محل ذكرياته مع رفيقته الراحلة د.عفاف الصادق حمد النيل لها الرحمة فى وفاء نادر والتى لم تغب عنه برغم مرور السنوات على رحيلها و لم يجف دمعه وهو يردد :
مابتشبه القمر البتاوق من سما
ولا بتشبه البحر الخدار
جمالا ماحاق فى غنا
مشيتها زى ود البشائر فى مهل
وحديثها زى همس النسائم للنخل
* ودعته والهدوء والامان يسودان العرضة وامتداد بيت المال بجهد الجيش وقوات العمل الخاص وهيئة العمليات والمستنفرين وتضحياتهم الكبيرة
* وفى الدوحة الحى حديث التحرير دخلت بعد أن عبرت الخور الفاصل بينه والعرضة وامتداد بيت المال راجلا وهناك تتضح بجلاء أكثر عظمة ابطالنا الذين طردوا المليشيا التى تحصنت بعماراته فى اشرس المعارك
* وبرغم أن الحى يخلو من السكان وابواب بيوته تحكى عن المليشيا اللصوص الذين سرقوا البيوت فى غياب القضية الا أن قواتنا النظامية تحكم قبضتها الأمنية حماية لما تبقى فى بيوت الناس فلايسمح لغير صاحب المنزل بالدخول
* وتقاتل قواتنا حاليا باستراتيجيتها التى حررت بها ام درمان جيوب من الفارين احتموا ببيوت بام بدة والاطراف هناك لترفع التمام الاخير
* فماقامت به قواتنا بمختلف مكوناتها بام درمان يستحق من القيادة العليا للدولة ترقية الجميع عرفانا وتقديرا لمن احسن بل من اجزلوا الاحسان فى عملهم بكفاءة واقتدار وحققوا الانتصار كما يستحقون منا جميعا التجلة والتقدير والشكر