منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

يوسف عبد المنان يكتب: شيخ الأمين عريسا

اختار أجمل حسان ام درمان ارقهن معشرا واطيبهن خلقا وارفعهن تعليما واكثرهن ادركا لطبيعة الرجل وحركته وسكونه وعلاقاته الرأسية والافقية فتاة جاءت من وسط الجزيرة وتمتد جزورها إلى منطقة بارا بكردفان جدودها هاجروا من قنتي في الشمال ولكنها درست الابتدائية في الجنينه وتنقل بها والدها المعلم إلى رمبيك بجنوب السودان والدمازين ودرست في جامعة الأحفاد عند أحفاد بابكر بدري ومن كل تلك المدن والاسفار والترحال تشكلت شخصيتها بسمات ام درمان وتقاطيع شمالية ورقة كردفانية وعزوبة دارفورية في هذا الزمان زفها القدر عروسا لرجل ملا الدنيا وشغل الفقراء بعطائه والمحتاجين بفيض كرمه والمقهورين بتطبيب جروح نفوسهم قبل أجسادهم باسم سكان ام درمان الجديدة والقديمة الكبجاب ودنباوي والمسالة وود البصير وشارع الدومة وشارع الجميعاب وشارع بيتنا وشارع بيتكم نهني عريسنا شيخ الأمين وباسم أصحاب العربجية بسوق ام درمان والعتالة بزريبة العيش وبائعات الشاي بموقف الشهداء والعطالة من الخريجين والجنود المقاتلين وهم يستريحون على فنجان قهوة وباسم الأطباء والمهندسين ننثر باقات التهاني لعريس الشباب وعريس الرجال فوق الأربعين والرجال فوق السبعين وباسم الصحافيين الذين كانوا قريبين من شيخ الأمين ايام مسرته وباسم الذين تخلوا عنه في أيام الشدة والعسرة وباسم الناس القيافة والعمال وسائقي الحافلات والبكاسي والسماسرة والتشتاشيات وبائعات البخور والطلح وعمال النظافة الذين يحملون هم نظافة ثياب مدنا الداخلية والخارجية باسم هؤلاء جميعا نفرح بشيخ الأمين عريسا مخضبة يداه بالحنه ومعطرا بانتاج باريس وعريسنا يستحق السيرة والضريرة في زمن الحرب لأنه لم يتزوج فتاة مثل سائر النساء لكنه تزوج القضية الإنسانية جعل زوجته هي قدرة الفول وحلة العدس وبخوره رائحة البصل والثوم وليلة دخلته مسح دموع امرأة لفظتها الحرب من أطراف جبل أولياء لتلوذ بجبل ام درمان الشامخ الشيخ الأمين عمر
منذ اندلاع الحرب قبل عام وثلاثة أشهر لم يغادر شيخ الأمين مسيده في ود البنا في وقت أغلقت مئات دور العبادة واختفى شيوخ الصوفية في زمن الحرب وصمت أنصار السنه الا بيانهم الأخير الذي دعموا من خلاله المليشيا ربما بايعاز من خارج الحدود واختفت وجوه ولحي بعدد الحصى وحده شيخ الأمين ظلت يداه ممدودة وإعطائه دافقا تحرش به الحساد وحفظه الحافظ المجواد لم يتخلى شيخ الأمين عن زوجته الإنسانية ليكتب في لوح وشرافة الصوفية أن الدين عطاء وموقف عند الشدة والمحنه والدين رأفة ورحمة وخيرا للمحتاجين وموقفا انسانيا
ماكانت خلوة ومسيد شيخ الأمين الا متكا وملاذ استظل بظله الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات والسودان تحت ظلال حربا لئيمة وعدوا غاشما باطشا بهذا الشعب الذي لن ينسى لرجال وجدهم في عسرته واي عسرة أكثر من الحرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى