منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

معاوية السقا يكتب : نصف عام من الحرب – حكومة الجزيرة جرد حساب

الجزيرة العمق الثقافي والاجتماعي والامني للوطن حباها الله بموارد بشرية وطبيعية اضحت بموجبها محط امال وانظار اهل السودان اجمعين وظلت على مر العصور قبلة وموطنا لكل قبائل السودان فامتزجت الثقافات في تعايش سلمي واصبحت نموذجا للسودان المصغر تعدد فيها العادات والتقاليد والثقافات مما اكسبت انسان الولاية نسيجا فريدا في التعايش السلمي بين هذة القبائل والثقافات والاديان وعزز من مكانة الولاية وجعلها منارة الى كل القادمين اليها وقد كانت .
ولاية الجزيرة ولاية الخير والنماء والعطاء سلة غذاء السودان الاقرب الى الخرطوم جغرافيا هي العاصمة الثانية لما تتميزبه من ميزات متتعددة منها كبر مساحتها و خصوبة ارضها وشهامة وكرم انسانها انها ولاية الجزيرة التي احتضنت الوافدين اليها جراء الحرب الدائرة في البلاد فكانت على قدر اهميتها وعلو كعبها وكرم شعبها وقومية حكومتها تتلقف مسؤلية الوافدين بشتى انواعهم وقد كانت .
الجزيرة التي احتضنت الوافدين من الخرطوم والولايات المتاثرة بالحرب وقد وفد اليها من الخرطوم ما يتراوح بين 3-4 مليون نسمه ، وقد شملت تلك الاعداد من الوافدين اعداد من لاجئ دول الجوار فاحسنت الولاية ضيافتهم فضل عن الجهود الكبيرة من المجتمع المدني في استقبال الوفود القادمة الى الولاية بشتى مداخلها ببشاشة وحسن ضيافة . وبطبيعة انسان المنطقة فتحت المنازل واسرجت الدوواوين فكان الاستقبال استقبال اهل لاهل فاذهلت المجتمع العالمي بحسن الضيافة والغاء المخيمات والبيوتات المؤقتة التي تضرب في اوقات الحروب فضربت ولاية الجزيرة اروع الامثلة التي يعتزى بها في ادارة الازمات
سارعت حكومة ولاية الجزيرة باتخاذ قرارات ادارية استباقية اسهمت في امتصاص الصدمة الاولى من تاثير الحرب الدائرة في الخرطوم حيث كان قرار والي الجزيرة باعلان قرارات الطوارئ التي هدفت في مجملها لمحاربة الجشع ومنعا لاحتكار السلع وتامين معاش الناس وضبط السوق كما الحقها والي الجزيرة بقرارات تكوين عدد من اللجان المتخصصة
قرار والي الجزيرة بتكوين اللجنة العليا لاستقبال وايواء النازحين والتي اتخذت من وزارة الشباب والرياضة مقرا لها في استقبال وحصر وتصنيف النازحين وفق استمارات تشمل الجوانب الصحية والامنية ومن ثم توزيعهم على داخليات الصندوق القومي لرعاية الطلاب كمواقع مؤهلة للسكن والتنسيق مع المدراء التنفيذيين في المحليات لاعداد مراكز الايواء والاشراف على المنظمات والمبادرات العاملة على مساعدة الوافدين اذ بلغت مراكز الايواء اكثر من 430 مركز ايواء، وكشفت الاحصائيات عن وجود 156000 فرد داخل الداخليات ومازال العمل مستمرلفتح مزيد من المراكز نسبتاً لاستمرار عمليات النزوح، فكانت تدخلات حكومة ولاية الجزيرة في توزيع 245 عجل و430 خروف في عيد الاضحية المبارك الى جانب التدخل الطبي والصحي والامني بمراكز الايواء فضلا على عمل منظمات المجتمع الدولي والمدني والناشطين من المجتمع في انشاء مطبخ داخل مراكز الايواء لاستقبال المساعدات الشعبية والتي تحملت العبئ الاكبر في اعانة النازحين الى جانب الدور الذي اطلع به اللال الاحمر السوداني في التنسيق مع المنظمات وايصال المساعدات وحصر النازحين داخل مراكز الايواء والاسر كما تكفلت ولاية الجزيرة بتكلفة ترحيل اللاجئيين الى معسكرات اللاجئيين في ولايات النيل الابيض والقضارف بالتنسيق مع معتمدية اللاجئيين الى جانب ترحيل عدد من النازحين الى ولاياتهم الام ولابد من الاشارة بالمجتمع المحلي بولاية الجزيرة الذي يستضيف معظم الاسر الوافدة من ولاية الخرطوم داخل المنازل .
واثبتت ولاية الجزيرة انها ولاية التحدي فانجازها في مجال التربية والتعليم كان واضحا باستضافتها لاكثر من ثلاثة عشر الف طالب في امتحانات شهادة الاساس خاصة ان الامتحانات اجريت في ظروف استثنائية لما يتجاوز مائه ووخمسة طالب من الولاية وتحملت الولاية العبء الاكبر في استضافة الوافدين فخخصت 70 مدرسة لمراكز الايواء كان لمحلية ودمدني النصيب الاكبر فيها ولاول مرة تعقد امتحانات شهادة الاساس خارج السودان في 16 مركز خارجي جلس فيها 6100 تلميذ كل هذا توازيا مع جهد الوزارة في اكمال العملية التعليمية بتوثيق الشهادات المرحلية والشهادة السودانية بالوزارة على ان تكتمل الجهود وتكلل بالنجاح في استخراج الشهادة السودانية من ولاية الجزيرة وهو ما يشكل استكمالا للخدمات التعليمية
تحمل القطاع الصحي العب ء الاكبر جراء نزوح الماطنين حيث اصبحت ولاية الجزيرة تقدم الخدمات الصحية والعلاجية عبر اكثر من 800 مرفق صحي لجميع انجاء البلاد بعد توقف المستشفيات بالخرطوم ومما ساعد الولاية في تقديم الخدمات الصحية للاعداد الوافدة ان البنية التحتية للولاية مؤهلة لذلك اذ تضم عدد من المراكز الصحية المتخصصة على راسها مستشفى ودمدني ومستشفى القلب الذي يعتبر الوحيد في تقديم الخدمات العلاجية المتكاملة خاصة بالقلب في السودان ومستشفى المناظير الذي يعد الاحدث في الشرق الاوسط ومستشفى الكلى والعيون والاطفال ومستشفى الاورام وكلها تعتبر مستشفيات متخصصة ومرجعية في مجالها كما اضحت ولاية الجزيرة المركز الرئيس للامدادات الطبية والتي خصصت عدة مخازن للادوية المختلفة كما عملت على توفير خط ساخن وتوفير طاقة بديلة للعمل على مدار الساعة كما عمد قرار والي الجزيرة لاستيعاب كافة الكوادر الطبية من الخرطوم لاسناد الكوادر الطبية العاملة بالولاية .
ايضا اصبحت ولاية الجزيرة مركز اساسي لتوثيق الشهادات للمهن الطبية،كما عملت على استيعاب خريجي الجامعات الصحية من قبل الخدمة الوطنية في المؤسسات الصحية وايضا التنسيق مع منظمة الصحة العالمية في مجال استلام وتوزيع الادوية والتنسيق في مجال الطفولة وحماية صحة الطفل ا وايضا التدخل الصحي داخل المعسكرات وتوزيع الناموسيات والعمل على اصحاح البيئة كما كشفت تقارير وزارة الصحة عن ارتفاع كبير في حالات التردد حيث بلغت نسبة التردد منذ 15 ابريل 2023م حتى تاريخه 569.793 حالة واذ تعتبر نسبة الجراحة والاصابات اعلى النسب اذ بلغت 21.238 حالة متخطية كل الاجراءات المختلفة
كما اثرت الازمة التي تمر بها البلاد على الوضع المالي والاقتصادي حيث تحولت ميزانية ولاية الجزيرة الى ميزانية طوارئ واصبحت الولاية تدعم الكثير من الانشطة الاتحادية فضلاً عن الصرف الكبير على القطاع الصحي في علاج الجرحى والمصابين من المدنيين والعسكريين الى جانب تاثير انقطاع التيار الكهربائي على امداد المياة حيث عانت ودمدني من نقص حاد في مياة الشرب في مقابلة باعداد الوافدين فكان قرار والي الجزيرة بادخال الطاقة الشمسية في عدد 48 بئر في ودمدني بتكلفة بلغت أكثر من ٧ ملبارالى جانب الصرف على الطرق الداخلية بودمدني لفك الاختناق المروري وذلك رغم تدني ايرادات الولاية بنسبة 12 % من السقف المقرر وتوقف التحويلات واظهرت الحرب الدائرة في البلاد اهمية تطبيق اللامركزية خاصة في الجانب الاقتصادي حيث توقفت جميع الشركات والمصانع والبنوك بولاية الخرطوم فكانت رؤية ولاية الجزيرة في تطبيق اللامركزية واستيعاب رؤوس الاموال وفتح فروع للاسواق التاريخية من ولاية الخرطوم بالتركيز على قيام الصناعات التحويلية حيث تم منح عدد من المواقع للمصانع التي باشرت عملها من ولاية الجزيرة
قرار بتكوين لجنة طوارئ السلع الاستراتيجية بالولاية حيث حدد القرار مهام اللجنة في مراقبة وتحديد اسعار السلع الاستراتيجية بالتركيز على مدخلات صناعة الخبز ومشتقاتة وامتد عمل اللجنة الى تامين ومراقبة كافة السلع الاستراتيجية ذات التاثير المهم على المواطن الامر الذي جعل وفرة السلع وسهولة الحصول عليها في يد المواطن رغم اعداد الولاية والضغط الزائد عليها .
استجابة لنداء القائد العام لقوات الشعب المسلحة للشباب وكل من يستطيع مشاركة القوات المسلحة في شرف الدفاع عن الوطن سارعت حكومة ولاية الجزيرة باستنفار الشباب وفتح معسكرات التجنيد حيث احتوت الولاية اكثر من 110 معسكر مفتوح للتجنيد والاستنفار كما اصدر والي الجزيرة قرارا بتكوين اللجنة العليا للاستنفار بالتنسيق مع مبادرة الهيئة الشعبية لنصرة ودعم القوات المسلحة فكان التدافع الكبير من مواطني الولاية استجابة للنداء حيث انخرط اكثر من ( ٥٠ الف ) في المعسكرات وساهم مجندوالمعسكرات في الحرب الدائرة كما نظمت حكومة الولاية بالتعاون مع الهيئة الشعبية العديد من النفرات لدعم عسكرات التجنيد والقوات المسلحة
وتاكيدا لتميز ولاية الجزيرة ودورها الريادي كانت اول الولايات التي فتحت ابوابها لاستضافة وافدي ولاية الخرطوم والذين تجاوز عددهم 4 مليون وافد في اكثر من 300 مركز ايواء موزعة في كل محليات الولاية الا ان محلية ودمدني الكبرى كان لها السهم الاكبر في استضافة الوافدين وهذا يلقي باعباء كبيرة على وزارة الرعاية الاجتماعية التي تضلع بجهد كبير في توفير الدعم لمراكز الايواء ولا يرتكز الدعم على الشق المادي فقط انما تجاوزه لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي عبر المحاضرات والندوات ومراكز تقديم الدعم النفسي بالمراكز المختلفة وتستضيف الولاية اكثر من 30 منظمة اجنبية تقدم خدماتها في مجالات الدعم المختلفة تركيزا على الدعم الصحي بتقديم الخدمات الصحية والعلاجية في داخل المراكز والعيادات المتنقلة التي توفر الخدمات الطبية داخل مراكز الايواء ولم تغفل وزارة الرعاية الاجتماعية شريحة الاطفال فاقدي السند اطفال المايقوما حيث وفرت السكن والماوى متكامل الخدمات بالتنسيق مع منظمة اليونسيف
كل هذا الجهد ما كان له ان يكتمل لولا تضافر الجهود وتنسيقها بين اجهزة الولاية المختلفة وهو ما حقق النجاحات على ارض الواقع وجعل مواطني الولاية والوافدين اليها في امن وسلام واستقرار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى